حوار بين شاعر وياسمينة

Views: 801

د. محمد توفيق أبو علي

– نحن بني البشر نعاني مالا تعانينه من أحوال الحبّ وتجلّياته؛ ولعلّ أعتى السلاطين استبدادًا لا يعدل جور حبّ لا يقوى على الكلام؛ أما أنتنّ، فلا أحد يستطيع منع ضوعكنّ عن البوح!

 

حوار بين ياسمينة وشاعر

– سأصدّ ضوعي عنك!

– لِمَ؟  

 – لأنّك تصوغه شعرًا، ولا تذكر فضلي!

– أوّلًا: لن تستطيعي الصّدّ إلّا بالموت؛ وثانيًا: فإنّ الضوع الذي أصوغه شعرًا ليس مفردًا، بل هو جمعٌ متفرّد؛ وثالثًا:كيف لك أن ترفضي صون شاعرٍ ضوعَك شعرًا يضيء للنفس الظّامئة إلى النّور معارجها؛ ورابعًا:كيف لك أن تجعلي أناك حائلًا دون العطاء؟

–  عن الموت، فالجواب سهلٌ، فأنا “أموت فيك”؛ وأما عن الإفراد والجمع، فأنا لا أحبّ الشراكة في الإلهام؛ وأمّا عن ذهاب ضوعي هدرًا، فالهدر أهون عندي من غَيْرة تفترسني، ولا أستطيع مقاومتها؛ وأمّا عن الأنا، فهي صادقة، ولاتحمل قناعًا!

… وهتف هاتفٌ:يا شاعر لا تجحدْ حُبّ من يحبّك، ويا ياسمينة لاتجزعي مِن تَشاركِ الضوع مِنْبَرًا للنُّور!

وهمتْ غمامة خضراء، فضاعت الياسمينة، وازدهر الشّعر!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *