مَلْحَمَةُ الأحْزَانِ

Views: 229

د. محمد نعيم بربر

 

*”كَيْ لَا نَنْسَى .. والأَحْزَانُ مِنْ صُنْعِ الإنْسَانِ، فِي كُلِّ زَمَانٍ ومَكَانٍ!!”

 

يَا نَفْسُ، لَا تَتَألَّمِـــــــــي فَكَفَانـِـــــــــي

مِنْ غُرْبَتِـــــــــــــي همًّا، وَمِنْ أحْزَانِي

إنْ كُنْتِ نَــــــــــــادِمَةً، فَلَسْتُ مُخَيَّــرًا

حَكَمَ الْقَضَا حُكْمـًــــا بِعَقْدِ لِسَانِــــــــــي

أوْ كُنْتِ رَاضِيَةً فَلَيْسَ مِنَ الرِّضَـــــــــا

عَبَثُ الزَّمَانِ وَغُرْبَـــةُ الأوْطَـــــــــــــانِ

لَا الْقَلْبُ يَرْضَــــــى أنْ أظَلَّ مُعَذَّبـًـــــــا

كَالطّيْرِ نَـــــــــــاحَ عَلَى ذُرَى الأغْصَانِ  

وَالْعَقْلُ يَأْبَـــــــــــى أنْ أظَلَّ مُقَيَّــــــــــدًا

ما بَيْنَ مَاضٍ ضَــــــــــاعَ فِي النِّسْيَانِ !!

هُوَ حَاضِرٌ عِنْدِي بِكُلِّ حَنِيْنِـــــــــــــــــهِ

هُوَ حَــــــــــافِظٌ عَهْدِي بِكُلِّ زَمَــــــــــانِ

تَحْيَـــــا بَشَائِرُهُ، بِكُلِّ جَوَارِحِـــــــــــــي

فِي مَوْطِنُ الأصْحَـــــــــــابِ وَالْخُــــلاَّنِ

هُوَ مَوْطِنِي، قَدَرِي، وَرَمْزُ حَضَارَتِي

هُوَ رَغْمَ أنْفِ الْهَجْرِ رَمْزُ كَيَانِـــــــــــي

أبْنَاؤُهُ أهْلِـــــــي، وَكُلُّ عَشِيْرَتـِــــــــــي

وَرِجَالُــــــهُ صَحْبِي وَعَهْدُ أمَانـِــــــــــي

وَتُرَاثُـــــــــهُ عَبَقٌ، وَمِنْ تَارِيْخِـــــــــهِ

تَتَفَتَّــــــــحُ الأبْـــــوَابُ، كَالشُّــــــــطْآنِ

حَاوَلْتُ أنْ أنْسَى أنِيْنَ جِرَاحِــــــــــــــــهِ

فَإذَا الْجِرَاحُ تَعِيْشُ مِلْءَ جَنَانـِــــــــــي

سَــــافَرْتُ خَلْفَ الْـــــــمَجْدِ أطْلُبُ وُدَّهُ

فَإذَا الْحَنِيْنُ يَضِجُّ فِي وِجْدَانـِـــــــــــــي

وَخَلَعْتُ عَنْ جَسَدِي قَدِيْمَ لِبَاسـِـــــــــــهِ

فَاسْتَصْرَخَتْ جَسَدِي يَدِي وَبَنَانـِـــــــــي

وَرَجَعْتُ مِثْلَ الطِّفْلِ يَرْكُضُ طَائِعًـــــــا

لِلأمْرِ، رَغْمَ الْقَهْرِ وَالْحِرْمـَـــــــــــانِ

كَالصَّفْحَةِ الْبَيْضَاءِ، أرْسُمُ فَوْقَهَــــــــا

حُلُمَ الرَّجَــــــــــــاءِ، بِخَفْقَةٍ وَحَنَــــــانِ

كَالــــــــطَّيْرِ يَرْجِعُ بَعْدَ هَجْرٍ مُتْعَبـًـــــا

وَمُهَـــــاجِرٍ قَدْ ضَــــــاقَ بِالْــــــهِجْرَانِ

أطْوِي مِنَ الْمَاضِي بَشَاعَــــةَ حَرْبِــــهِ

وَتَصَارُعَ الأحْبَـــــــابِ وَالإخْــــــوَانِ

وَأعُوْدُ بِالآمَـــــــالِ أعْدُو هَاتِفًــــــــا :

لُبْنَانُ مَرْقَدُ عَنْزَتِــــي وَحِصَانـِـــــــي

حَاوَلْتُ أنْ أسْــــلُو، فَضَجَّ بِمِسْمَعِـي

صَوْتٌ يُجَلْجِـــلُ فِي صَــــدَى الآذَانِ

كَيْفَ السُّلُوُّ، وَفِي الْجَنُوْبِ مَذَابِــــحٌ

فِيْهَا تُدَاسُ كَرَامَةُ الإنْسَــــــــــــــــانِ

تَغْتَالُ فِي حِمَــــمِ الْقَذَائِفِ أهْلَــــــــــهُ

وَتُحِيْلُ أرْضَــــهُمُ إلَى بُرْكَـــــــــــــانِ

وَتَعِيْثُ فِي قَتْلِ الْحَيَـــــــــاةِ، مَفَاسِـدًا

وَمَآتِمًــــــــا، لَهْفِــــــــي عَلَى لُبْنَــــانِ

كَيْفَ السُّلُوُّ، وَهَلْ غَفَــــــتْ عَيْنٌ تَرَى

 مَـا حَلَّ فِي ” البُوسْنَهْ ” وَفِي” الشِّيْشَانِ “

وَالْقُدْسُ مَا زَالَتْ تَئِـــــــنُ عَصِيَّــــــــةً

وَبِهَا اسْتُبِيْحَتْ حُرْمَةُ الأدْيَـــــــــــــــانِ

صُوَرٌ تَمُرُّ عَلَى شَرِيْطِ خَوَاطِــــــــرِي

مِنْ لَوْحَـــــــــــــــةِ الآلامِ وَالأحْــــزَانِ

كَمَلاحِـــــــــمِ التَّارِيْخِ تُكْتَبُ بِالدِّمَـــــــا

مَرَّتْ عَلَيْهَـــــا رِيْشَــــــــــةُ الْفَنَّـــــــانِ

حَاوَلْتُ أرْسُمُهَا بِصِدْقِ مَشَاعِــــــــرِي

مِنْ غَيْرِ تَجْمِيْــــلٍ وَلا ألْـــــــــــــــــوَانِ

فَجَمِيْعُ أهْلِ الأرْضِ مِنْ جِنْسِيَّتِــــــــــــي

وَهُمُوْمُهُمْ  هَمِّي وَصَوْتُ بَيَانِــــــــــــــي

وَصِرَاعُ أهْلِ الأرْضِ كُلُّ قَضِيَّتِــــــــــي

كَيْفَ السُّلُوُّ عَلَى أذَى الطُّغْيَـــــــــــــانِ ؟!

أطْلَقْتُ صَوْتِي لِلسَّمَــــــاءِ مُجَلْجِـــــــــلًا

أفَمَا لِهَذَا الظُّلْـــــــــمِ مِنْ بُطْـــــــــــــلانِ ؟!

وَمَدَدْتُ كَفِّـــــي ضَارِعًـــــــــاً مُتَهَجِّــــدًا

لِلَّهِ، أرْجُو رَحْمَــــــــةَ الرَّحْمَـــــــــــــانِ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *