“شتي يا دنيا تيزيد” لفيروز… أغنية تراثية أم موضوعة؟ أم سكنت الذاكرة؟

Views: 603

سليمان بختي

هل اغنية “شتي يا دنيا تيزيد” لفيروز والأخوين رحباني هي اغنية تراثية ام اغنية موضوعة؟

ومتى غنتها فيروز لاول مرة؟

لعلها الاغنية الاكثر تعبيرا في الأغاني عن دور الشتاء في مواسم الزرع والخير وحملت في ايقاعها الفرح والعزم ووعد الارض.

واذا استعرضنا الكلمات نعرف المعاني والأبعاد ” شتي يا دنيا تيزيد موسمنا ويحلى/ وتدفق مي وزرع جديد بحقلتنا ويعلى/ خليلي عينك عالدار/ ع سياج اللي كلو زرار/ بكره الشتوية بتروح ومنتلاقى بنوار/ يحلي عيد ويضوي عيد نزرع ونلم عناقيد”.

وتتابع فيروز الغناء:” وانطرني لا تبقى تفل/ وتتركني وحدي عم طل/ جمعتلك حرج زهور ياسمين ومنتور وفل/ زهرة بايد وقلب بايد يا خوفي لاقيك بعيد/ وانطرني بحقول الريح الدنيا عناقيدا تلاويح/ و خبيني بفية عينيك/ جرحني حبك تجريح/ قول وزيد عني وعيد نزرع هالأرض مواعيد”

والانتقال واضح في القسم الثاني من الأغنية من الخير إلى الحب الذي يجمع بين حبيبين مثلما تجمع الطبيعة الأرض والمطر.

وقليلا ما يصير هذا الحب مثمرا مثل مواعيد الارض من الشتاء إلى الربيع مع الثمار والحصاد والزرع الجديد.

 

والاغنية هي سولو وكورال وقد غنتها فيروز لاول مرة مع المجموعة في معرض دمشق الدولي 1960 ولكن في حفلاتها ادرجتها دائما في برنامج الغناء المنفرد. وذلك لأن الاغنية في الأصل هي جزء من اسكتش غنائي طويل بعنوان “عم بتضوي الشمس ع الارض المزروعة” (وفيه تلك العبارة الرائعة يا ثلج زرعناها بايدينا) اعادت  فيروز تقديمه  في “ضيعة الاغاني” 1966 في سهرة غنائية في تلفزيون لبنان والمشرق.

والمدخل إلى هذه الأغنية هو كلام هدى  “اول شارع بضيعة الاغاني للمشاوير وفيروز رايحة مشوار والمشوار بيخلص بمرجوحة طايرة بين أرض وسما”.

وتروي هدى قصة هذه الاغنية في ختام الاسكتش الذي يليه “شتي يا دنيا” قصة فتاة في هذه الضيعة تحمل شمسية صيفا شتاء لكي تشير بها لحبيبها عند ملاقاته.

وتقول:”بيتن بالأرض، المزروعة والحلوة  بضلا تمشور حد البيت وبفية الشجرة بتطلع لبعيد ما حدا بيعرف شو بها. بيوم من الايام اشترت شمسية ملونة واذا شمست الدنيا بتحمل الشمسية بتضهر بتتمشى واذا شتت بتحمل الشمسية وبتضهر تتمشى. تاري الحلوة شمسيتها علامة للي بتحبو، انو بس افتح الشمسية طل من شباكك لوحلي بايدك خبيني بفية عينيك جرحني حبك تجريح وشتي يا دنيا”.   

 

 بعد “ضيعة الاغاني” ادرجت الاغنية في الكثير من حفلات فيروز. 

ويؤكد الباحث رمزي خوري بان هذه الاغنية هي من المنوعات وقد غنتها فيروز للمرة الاولى في معرض دمشق 1960 وفي جولة البرازيل 1961 وفي حفلة الكويت 1966  وفي رويال فيستيفال  لندن 1986 وفي مصر 1989 وفي شريط “إلى عاصي” 1995 والذي وزع اغانيه زياد رحباني . كما اقتبستها المغنية الكولومبية شاكيرا في احد اغانيها.

والاغنية لاتزال تستعاد كلما راينا الدنيا تشتي ونحوطها بالخير والبركة ولوعد الموسم الاتي.

وستظل تستعاد تراثا وتأليفا ورقصا في كتب الاولاد وحفلات المدارس ولانها سكنت الوجدان والذاكرة ووحدت ما بين المطر والخير والحب.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *