ليتني مرآة (قصة قصيرة جدًا)
نبيل معوض
مررت في شارع الحمراء ،الذي مازال يضج بالحياة رغم احساسنا بأن الوطن كله يعاني من ضيق في التنفس .، أثناء مروري من أمام واجهات المحلات التجاريه صرت اسمع أصواتا مبهمه وكان الصوت يخفت كلما ابتعدت من أمام واجهة ويعلو كلما اقتربت من الواجهه التاليه، إلى أن قررت أن اتوقف واسترق السمع، وحين اقتربت من إحدى الواجهات التي علقت خلفها اجمل الثياب واخر صيحات الموضه ، سمعتها تقول لجارتها اي للواجهة التي بجانبها :
-يا ليتني اقع في الحب حتى ولو تكسرت آلاف الشظايا
فاجابتها جارتها : وما الذي يحصل ان وقعت في الحب ؟
-سوف اتحول إلى مرآة
-وبما تتميز المرآة عنك ولماذا هي أفضل منك
-عندما اقع في الحب لا استطيع الا النظر الى من ينظر الي ومن ينظر الي لن يمكنه الرؤية من خلالي ما يعني أنه سيراني وحدي وانا أراه دون سواه وسيكون لي وحدي وانا له دون سواه
-وغير ذلك
-غير ذلك سيزداد وزني وتزداد قيمتي بالاضافه الى انني سأسبح حتى خصري في حوض من الفضة .
أطرقت الواجهة الثانيه قليلا،وكأنها اذعنت لمنطق جارتها دون أن تجيبها، أما انا وبعد مرور ثلاثين ثانيه ، أكملت طريقي في شارع الحمراء وانا أهمس لنفسي : ليتني مرآة.
