فؤاد أبو عساف الحزن الجميل

Views: 247

جهينة العوام

 

أنا الزارع وليحصد من يشاء ،حاولت اقتلاع البؤس الذي كان يحرم أشجاري خضرتها ، جربتُ طعن الخذلان بين عينيه واشهرت شوقي لقمح عينيك .

أغافل موتي كل مساء وأتسلل الى مشغلي  ، لن يلاحقني أحد

فأنا خالي الذمة نحو هذا الكوكب ، على غير المتوقع من فنان مثلي ،أتلف كبده  مبددا إياه بحثا عن الشغف.

اطمئنوا لم أترك خلفي دَيناً ولا حِملاً ولن أُتعب أحدا  ،ليحصر إرثي الملقى على الطرقات .

 

حتى جسدي  تبرعت به قبل حين للحرائق ، ونمت مرتاح البال.

فقد كنت أسلي نفسي بحياة لا أحتاجها ، وعمر استعمله  قلبي ثلاثة رجال على الأرجح.

نهبوا كل شيء واستراحوا .

 

حاولت أن أنصب نولاً من شرايين القلب ،وأنسج لي وقتاً، وأصدقاء ووطناً على مقاسي  لا أقل ولا أكثر ،

كان  البكاء يباغتني كلما أتممت شهراً ، خائن هذا الجسد ويريد أن يستريح .

مع انني استثنيته من الإصغاء والتأمل  وأجزت له الخمر والسجائر ،إلا أنه  تابط  حنيناً لئيما  غافلني و مضى.

 

ترك لي بين شراييني تماثيل بجلود من بازلت تتبرج بالمستحيل ، تتملص من قبضة القهر ، تغتاب ضعفي المهلهل ،وأنا أستر وجهي بابتسامة قبالتها.

تماثيل تصر أن البازلت حجر مشع ،فأنصحها بالتريث، بالتمهل، بالتواضع،لكنها تكرر أقوالها وتشير صوب الشمس : 

يوماً ما وبعد أن تموت  وتختفي ،لن يعلم بذلك  أحد الا بعد مرور 8 دقائق ، 8 دقائق ننعم بنورها ودفئها مع انها غادرت الى غير رجعة، لكنك  جعلت النحت  تركيبا ضوئيا  يا فؤاد .

 

تدمع عيني و أنا ألوذ بالغياب:

كان في بالي لنا شيئ آخر تماما، أن أبذرك قمحاً في البيادر ، ويسيل زيتك ،فيقصدك العشاق والمجانين والعارفين واليتامى والجياع والعذارى وتضحكين ،وتهمس لك   حبيبتي :

على سبيل التبرج ،سأستعير الليلة  ضحكتك.

 

 

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *