انكفاء الضمائر وتفاقم الجريمة… أي زمن؟!

Views: 335

أنطوان يزبك

 

 

لا قوة مثل قوة الضمير ولا مجد مثل مجد الذكاء ! 

                                                   فكتور هوغو

 

 

 حذَّر بولس المؤمنين في رسالته إلى أهل أفسس: “فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ” (أفسس 5: 15-16) ..أجل نحن نعيش في أيام مخيفة شريرة وقاتلة فعلا،استبدلنا الحكمة بالعماء والغباء والرذيلة عن عمد ، واسكتنا ضمائرنا وكممنا صوت الحق في نفوسنا.

نحن في لحظة زمنية مات فيها الضمير وقبر في أعمق حفرة ممكن ان يتخيّلها إنسان ! وثمة قول مأثور :

إذا مات القلب  ذهبت الرحمة

وإذا مات العقل ذهبت الحكمة

وإذا مات الضمير ذهب كل شئ !

ومن يتأمل في لوحة الفنان الإسباني فرانسيسكو غويا ” ساتورن يأكل ابنه” يجد صورة حيّة عن الوطن الذي يأكل أبناءه ويزدرد لحمهم وعظامهم بوحشية منقطعة النظير. 

 

ورب سائل أين الضمير البشري في كل ما يحصل؟

 الجواب  أن من يحكم الأرض ويدير شؤونها ؛ هم أشخاص شواذ وأحفاد ابالسة، ينحدرون من مستويات أخلاقية معدومة أقلّ ما يقال عنهم إنهم اقذار، سفلاء، حقراء ، جبناء، لم يجبلوا من طينة بشر ، بل من طينة دنس وخطيئة ومعاص وآثام ؛ هؤلاء العصابات المسلّحة بكلّ شرور الكون، يتهجّمون على الابرار والصالحين ، الذين يعيشون في مخافة الله ويدافعون عن الحقّ والعدل والخير والجمال ويحاولون المحافظة على الأخلاق والضمير الأخلاقي والإنساني الطبيعي الذي يولد مع الإنسان ، هذا الصوت الداخلي الذي يقول للإنسان؛ عليك أن تقوم بكل ما هو خيّر وتنبذ كل ما هو شرّ وباطل وقاتل ومجرم في حقّ أخيك الإنسان وحقّ البشريّة جمعاء والطبيعة والبيئة وما فيها من حيوان ونبات وخيرات..

ومع كل يوم جديد نستفيق على كوارث ومصائب ، حروب ، جرائم ، اقتتال وملمّات ! وسؤال واحد لا يني يكرر نفسه: أين الضمير، بل اين الإنسانية  ؟ والبشريّة  تئنّ تحت وطأة الأزمات والعذابات الهائلة ..

يقول الكاتب والمفكر إبراهيم الكوني: الضمير فارس حقا ولكن من البليّة أنّه أعزل …

فمتى إذا يمنح الضمير سلاحا ماضيا ، سيفا بتّارا يقطع دابر كل اختلال  وانحلال، كل رذيلة و جريمة، كل عقوق وفسوق كل قرف وانعدام شرف!

متى يستيقظ الضمير؟ متى يتشبّه الخلق بالإمام علي ابن ابي طالب عليه السلام القائل:

والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها ، على أن أعصي الله في نملة، اسلبها جلب شعيرة ما فعلته…

حبذا لو يمتلك البعض ضميرا بقدر شعيرة ! …

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *