غسّان إبراهيم… عبير الورد وعطر الياسمين

Views: 775

زغلول عطية 

(عضو سابق في المجلس الدستوري)

 

عزيزي غسّان، 

أكتب اليك، مع علمي أنك لن تقرأني حيث أنت، لكن لا بد لي من الكتابة، تفريجا عما أشعر به. 

كذب من قال ان الخلّ الوفي هو أحد مستحيلات ثلاث، والقائل لو عرفك، وقد كنت مثال الوفاء، لانحنى يعتذر اليك. 

معزّون كثر، أقرباء وأصدقاء ومعارف، أخبروا الكثير عن كرمك وجودك، عن عطائك غير المحدود، وكم ساعدت من صديق، وفرّجت عن كربة معوز، ووهبت كل محتاج، كما كنت كريما مع كل من عمل معك ولديك وقد رعيتهم بأبوّة فلا مكان لرب عمل وأجير، حتى أنك آثرت الغير على نفسك وهمك اسعاد الآخرين. 

لكن الكل جهلوا حقيقة جودك وسبب عطائك. 

لا يمكن لأحد ان يمنع عن الناس عبير الورد، او يحول دون انتشار عطر الياسمين، وانت كنت عبير الورد وعطر الياسمين، لم تعط حبّا بالظهور، ولا استجلابا لمديح، ولا رجاء لعوض. 

 

فيك صح قول جبران، في نبيّه، وقد كتب: 

” يعطي كما تنشر ريحانة الوادي عبيرها في الهواء،

      وعلى أيدي أمثال هؤلاء يتكلم الله،

      ومن وراء عيونهم يبتسم على وجه الارض”

العطاء عندك كان فعل محبة، وهذه أعظم الفضائل. 

ومن “أقام في المحبة أقام في الله واقام الله فيه”

كما قال يوحنا الحبيب في رسالته الأولى. 

التواضع كان من شيمك، وكنت حلو الشمائل، طيّب المعشر، أنيساً مع جلسائك، ابتسامتك الدائمة تفرح قلوبهم. 

عشقت الحياة وعشتها كما حلا لك، أغنيت فكرك بما طالعت بشغف، وأشبعت روحك سعادة من موسيقى كانت رفيقا لك حيثما حللت، ثم زرعت الفرح في نفس كل من عرفك. 

احترمت نفسك كما احترمت الآخرين، فبادلوك الاحترام. 

لم تظلم احدا في مسيرة حياتك، بل كنت مثال العدل في تعاملك مع الناس، والعدل فعل محبة ايضا. 

عرفتك مؤمنا بكل كلمة قالها السيد المسيح، وقد جهدت للألتزام بها قدر ما سمح ضعف البشر. 

عزيزي غسان، 

وان نأت المسافات بيننا بالجسد، كن على ثقة انك باقٍ معنا دوما وأبدا حتى القيامة مع السيد المسيح، نبادلك الحب الذي غمرتنا به طوال أيامك. 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *