في التّجريب الصّحافيّ(25)

Views: 165

محمّد خريّف

وأتذكر في ما أتذكر الليلة الخامسة والعشرين من كتاب “الإمتاع والمؤانسة” للتوحيدي ولست بخائف  من صعوبة الكلام على الكلام وان كنت مضطرا للخروج من زنقة الصحافة في نهجها الورقي القديم راكبا فأر الكميوتر باحثا عن زرّيعة شيطان اليكتروني ينقلني وأنا في مكاني إلى أنحاء افتراضية بعيدة فكان لي أصدقاء وصديقات من كندا وفرنسا وأمريكا أتبادل معهم تحايا الأعياد وأحاديث النثر والشعر وكان من هؤلاء صديق لي أميريكي فاجأني هذه السنة بما لم أكن أنتظره حيث ردّ على تحية العام الجديد 2023 بعبارة عربيّة استغربتها منه ،و هوالغريب بطبعه عن لغة الضاد معجما ونحوا فصرفا . لكن استغرابي ماكان له أن يزول لولا إجابة صديقي الأميريكي نفسه عن استفساري وتأكيده على  على أنه نقل عبارة المعايدة على وجه الاقتراض من موقع آخر احتراما لثقافتي ولمّا أدرأيّة ثقافة لي يقصد قبل أن يشير غالى الثقافة العربية الإسلامية ؟ نعم احترت من أمره كما احترت من أمري فكيف أفهم مافهم  وقد قلت له لامشكلة لي مع الانقليزية والدليل أني بادرت إلى تحيته بها

نّيلكن، هاهو بصاحبي يسألني  إذا ماتعرّضت إلى مضايقات في بلدي جراء ماكتبته في كتابي -والهيمنة للسلطة الإسلامية عندنا في نظره –  وهو يشير إلى كتاب لي نشرته بالفرنسية  بعنوان: Notes  de mer وقد اشتراه و قرأه أو هو بصدد قراءته على ما يقول ؟؟.

فكان ردّي أن لا سلطة إسلاميّة مهيمنة على ثقافة بلدي بلدي وأن  المؤثرات الثقافية عندنا مختلفة ومتنوعة- وكدت أن أفهم من سؤاله كيف صارت صورة الثقافة التونسية في الخارج وفي أميريكا بالذات حيث يعيش صديقي الافتراضيّ وكيف صنعتها وسائل الإعلام بل زيّفتها ولم يكن الخروج من زنقة الصّحافة إلى الشاشة الاليكترونية غير متحررّ من ثمار زرّيعة إبليس ودورها في التمويه الإعلاميّ وهل الكلام على الكلام  بهذه الطريقة ضرب من تصفية الحسابات والضحايا شعوب وأمم ومصفي الحسابات قد يكون من أبناء زنقة الصحافة وبناتها ؟

( يتبع)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *