كن مستمعًا واعيًا!!

Views: 355

أنطوان يزبك

نحن في عصر متطوّر، عصر تكنولوجيا رقميّة لا نعرف لاكتشافاتها حدودا، ومن البدائع والاختراعات المذهلة والخارقة الجديدة في ميدان التطبيقات الرقمية والذكاء الاصطناعي(A.I) وآليات الإحصاء الخارقة للسرعة، يخرج إلينا اليوم نظام Chat  G.P.T؛ وهذا الموقع المتطوّر؛ تطرح عليه الأسئلة فيجيب ويحاور، يحلّ المشاكل ويعطي رأيه ويتطرق إلى المعاني و الافتراضات…

ومع كل هذا التقدّم والأبحاث العلمية التي تهدف إلى خدمة البشرية؛ لا زال الإنسان يهرع إلى مصادر الكذب ويصغي إلى الخرافات ويهرع إلى الدجّالين يتلقن منهم السمّ الزّعاف على شكل نبوءات وخزعبلات فارغة ولا هدف لها إلا نشر البلبلة والخراب في أوساط الناس!

بين الحقيقة والكذب

يقول ويليام بليك :

الحقيقة التي تروى بنيّة سيّئة وبهدف الأذى، هي أسوأ أنواع الكذب..

وقالت العرب أيضا: شرّ الحديث الكذب…

وفي الحقيقة لا نلوم الدجّال على دجله والكذاب على كذبه؛ المشكلة تكمن في من يصدق كل هذه الترهات  كما السياسي في عالم الأكاذيب والاحابيل والدسائس وتجارة النصب والباطل الذي يصيب حظوة بين الجماهير ويسكر الناس ويدخلهم في انخطاف روحي أين منه التنويم المغناطيسي!

وعلى ذكر التنويم المغناطيسي وما يرافقه من احتيال ومؤامرات، قام ذات يوم احدهم وسأل الساحر الدجال جوزف بالزامو الملقب كاليوسترو والذي كان يمارس التنويم المغناطيسي ايضا:

ما هو سرّ قدرتك الخارقة في التنبؤ ومعرفة ما يخفيه الغد ؟

فأجاب: لا أستطيع أن أشرح لأنني فعلا لا أعرف السرّ!

فقيل له: إذن أنت ساحر!

فأجاب: قد أكون ساحرا؛ بيد أنني اعتقد أن جميع الذين كان لهم أدنى تأثير في الناس كانوا سحرة متفاوتي القوة والميول والنبوغ.

وللتذكير فقط ؛ ما من سحر  جيد أو ابيض كما يروّج البعض، في الحقيقة ما من سحر  إلا وهو سحر شيطاني فاسد سحر اسود خبيث يؤدي إلى الخبل والجنون والعته والسفه والجنون ؛ وبئس من يسلّم قياد روحه و مصيره إلى السحرة، السحرة من كل نوع ومن كل حدب وصوب:  سحرة سياسة وسحرة أديان وشعوذة وموضة واقتصاد واستهلاك وفنون وتربية واستشفاء….

كشف الحجاب عن دجّال هولندا…

كشفت منصة تحقيقات إخبارية عن الطريقة التي يتحايل بواسطتها خبير الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، بادعاء معرفته مواعيد الزلازل التي تضرب في عدة  مناطق في العالم، خصوصاً بعد الضجة التي أثارها في  التنبؤ قبل أيام بالزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.

وقالت منصة “إيكاد” إن الخبير الهولندي، لا يكاد يتوقف عن التغريد، بتوقعات متواصلة في عشرات المناطق في العالم، ويستهدف المناطق التي تشهد نشاطاً زلزالياً ويصنفها العلماء بالخطرة زلزالياً. ففي تشرين الثاني 2022، غرّد  هوغربيتس أكثر من 100 مرة، منها 18 توقعاً لزلازل محتملة.

ولفتت المنصّة إلى أن تنبؤات فرانك السابقة لم تتحقق، فعلى سبيل المثال توقّع في 2015 أن تشهد كاليفورنيا زلزالًا بقوة 8.8 خلال شهر أيار، إلا أنّ ذلك لم يحصل.

وفي العام 2018، زعم هوغربيتس أن زلزالًا بقوة 8 درجات سيحدث في عيد الميلاد، من دون تحديد المكان، لكن أجهزة الزلازل لم ترصد شيئاً.

وقالت المنصة إن هوغربيتس يعمل على إغراق مناطق العالم بالتوقعات، في ما يشبه لعبة الاحتمالات، إما زلزال أو لا، في مناطق مرشّحة أصلًا للزلازل.

مع هذا، فقد لاحظت المنصّة أنّ فرانك يعمل على إغراق مناطق العالم بالتوقعات، فيما يشبه لعبة الاحتمالات (إما زلزال أو لا)، في مناطق مرشحة أصلًا للزلازل، وأضافت: “إن توقعات  هوغربيتس تتمحور حول قانون رياضي يسمى قانون الأعداد الكبيرة الذي ينصّ على أنه في عينة ضخمة يمكن لأي حدث مهما كان صغيراً أن يحدث، ونسميها في حياتنا العامة مرة في المليون”.

“ما يجري هو توقعات وأحاديث عن زلازل في كثير من المناطق في العالم، وإذا وقع أحدها تكون مجرّد مصادفة، وذلك اعتماداً على لعبة الأعداد الكبيرة، وإذا لم يقع لن ينتبه أحد للعبة”.

ولفتت المنصة إلى أنه قبل زلزال تركيا لم يكن يتمتع بهذه الشهرة، حتى إنه “لم يمتلك إلا 4 آلاف متابع على تويتر في تشرين الثاني 2022، بينما بعد زلزال تركيا  بأيام أصبح لديه مليون و100 ألف متابع”.

وبالنسبة لزلزال تركيا، فقد حللت المنصة تغريدة  هوغربيتس الشهيرة التي سبقت الحدث، ولوحظ أنه توقع المكان والشدة، لكنه أخل بأحد أهم عناصر التوقع للزلازل التي حددها العلماء وهي “التوقيت”. وفعلياً، فقد لجأ الخبير الهولندي، هوغربيتس، بدلاً من ذلك، إلى استخدام عبارة “عاجلا أو آجلا”، وهذه “العبارة تصلح لكل زمان، ولو وقع الزلزال بعد عام أو عامين لكانت توقعاته صالحة كذلك”، بحسب المنصّة.

نحن نعيش في عصر متطور وفيه كلّ الفرص وكلّ الوسائل التي تدفع قدما لمصلحة الإنسان ولكن الجزء المظلم يبقى كبيرا وخطرا للغاية والنوايا السيئة مرعبة بشكل مطّرد، الحقائق تتكشف ولكن يبقى على الإنسان أن يسلك طريق الضوء ومحاربة الشرّ، يقول القديس انطونيوس:

كما أن الضوء إذا دخل بيتا مظلما طرد ظلمته واناره، هكذا خوف الله إذا دخل قلب الإنسان، طرد عنه الجهل وعلّمه الفضائل والحكم.

على الإنسان أن يميّز بين ثمرة صالحة وثمرة فاسدة أخلاقيا و روحيا واهم درس يأخذه الإنسان هو أن يتعلم ويفهم كيف يغربل ويفصل القمح عن الزؤان وقد قالها الإمام علي عليه السلام:

إذا لم تكن عالما فكن مستمعا واعيا!…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *