لماذا رفض الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس قبول “جائزة الشيخ زايد للكتاب”؟

Views: 361

سليمان بختي

 

رفض الفيلسوف الالماني يورغن هابرماس( مواليد 1929) صاحب نظرية الفعل التواصلي قبول جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تبلغ قيمتها حوالي   208 آلاف دولار.

ويحتل هابرماس مكانة مميزة في عالم الفلسفة ويعتبر من اكثر الفلاسفة تاثيرا في العالم، وله اكثر من 50 مؤلفا في الفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ.  وهوالذي يقود المناقشات العامة التي تطرح في بلاده مثل حرب العراق والهولوكوست ووحدة اوروبا والعلاقة مع المهاجرين.

وعلل هابرماس سبب رفضه للجائزة الى غياب سياسات التسامح والديمقراطية في الامارات. ورأى انه “لم يقدّر كفاية العلاقة الوثيقة بين المؤسسة التي تمنح الجائزة والنظام السياسي القائم فيها”.

وفي رده على مقالة مجلة ديرشبيغل التي قالت: “عندما تصطدم االعقلانية بالقوة تفوز القوة (السلطة)”. رد هابرماس لقد كان “قراري بالقبول خاطئا وانا اصححه الآن”.

يورغن هابرماس

 

وبذلك احتفظ هابرماس بموقفه النقدي من السلطة اي سلطة. وقال:” انا اؤمن بالقوة التنويرية للكلمة النقدية اذا ظهرت فقط في المجال السياسي العام، وكتبي التي ترجمت الى العربية تكفي”.

ليس هابرماس اول من رفض جائزة ولا الاخير (مع احترامي لهوس المبدعين العرب بظاهرة الجوائز). فقد رفض الروائي المصري صنع الله ابراهيم جائزة الرواية ( في زمن مبارك) وصفق له عضو اللجنة التحكيمية محمود امين العالم لموقفه الرافض. ورفض الاسباني خوان غويتسولو جائزة عربية مماثلة (جائزة القذافي ).

كان هابرماس في موقفه من الجائزة متسقا مع مبادئه وهو الذي ربط بين نظرية المعرفة واللغويات وعلم الاجتماع والسياسة والدين والتاريخ. وهو الذي كافح في بلاده ضد خطابات كراهية الاجانب .

صنع الله ابراهيم

 

آمن هابرماس بالفلسفة وقوتها ولبث يسأل السؤال عن وظيفة الفلسفة في عالم اليوم، وظهر ذلك في كتابه الاخير الذي انجزه وهو في علوه التسعيني بعنوان”هذا ايضا تاريخ الفلسفة”.

عرف هابرماس بموقفه ضد تجزئة الحياة الحديثة التي استنفدت قدرة الفلسفة على طرح الاسئلة الجريئة في هذا العالم. ولكنه يعجب كيف فصلت الفلسفة نفسها عن الدين واصبحت علمانيه.

واخيرا تبقى قوة الفكر في النقد، وقوة المثقف في قول لا مهما كانت المخاطر والمغريات والتحديات. المعنى لا يتجزأ والحقيقة لا تقبل المخاتلة. انها عبرة مؤثرة: في الاعلام الحر واستقلالية المثقف وفضيلة التراجع عن الخطأ.

خوان غويتيسولو
Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *