شَاعِرُ الْحبِّ

Views: 520

د. محمد نعيم بربر

 

لمناسبة مِئويّة الشَّاعِر الْكَبِير الرّاحل نزار قبّاني ، أسْتَحضِرُ قصيدتي: “شَاعِرُالْحبِّ” ، التي نَظَمْتُها بعد إعلان  خبر وفاته عام 1998، والمنشورة في ديواني “جِرَاح الْغُرْبَة”، وأُقدّمها إِهْدَاءً إلى رُوْح الشَّاعِر الْكَبِير الذي تَرَكَ رَحِيْلُه أَثَرًا بَالِغًا فِي نَفْسِي، وَفَاءً لِذِكْرَاهُ وَتَخْلِيْدًا لِمَجْدِهِ الأَدَبِيِّ :

 

   

أَيُّهَـــــــا التَّارِيْخُ قُمْ مُسْتَنْهِضـــــا

شَاعِـــــــرَ الْحُبِّ وَقَلِّدْهُ وِسَامَــــا

إِنْ يَنَمْ تَحْتَ الثَّــــــرَى مَرْقَـــــدُهُ

مَا غَفَــــا التَّارِيْخُ إِذْ جَاءَ الشَّآمَـــا

لَمْ يَمُتْ لِلشِّعْرِ فِيْنَـــــــا فَـــــارِسٌ

قَـــامَ وَاسْتَلَّ مِنَ الْغِمْدِ الْحُسَامَـــا

فَــــــارِسٌ لِلْحُبِّ وَالشِّعْرِ مَعًـــــا

كَمْ أُنَادِيْكَ خُشُوْعًـــــا وَاحْتِرَامَـــا

كُنْتَ إِبْنَ الشَّعْبِ فِي ثَوْرَتِـــــــــهِ

وَأَخًا للشِّعْرِ،  بَدْءًا وَخِتَامَــــــــــــا

كُنْتَ فِي غَضْبَتِهِ نَسْـــــرًا وَفِــــي

حَرْبِهِ، بَأْسًا وَضِرْغَامًـا هُمَامَـــا

كُنْتَ فِي أَحْزَانِهِ حُزْنًــــــا وفِــــي

قَهْرِهِ جُرْحًا على بَوْحِ الْيَتَامَــــــى

كُـــــلَّ هَذَا كُنْــــتَ إِلَّا أَنَّنِــــــــي

لَمْ أَقُلْ فِيْكَ هُنَا إِلَّا لِمَامَــــــــــــا

يَا ضَمِيْرَ الشَّعْبِ قُمْ مُسْتَلْهِمًــــا

شَاعِرَ الْحُبِّ وَخَلِّدْهُ مَقَامَــــــــــا

لَمْ يَمُتْ فِيْنَا نِزَارٌ إِذْ هَــــــــوَى

كَمْ هَوَى مِنْ قَبْلُ صَرْحٌ ثُمَّ قَامَا

عَبَقُ التَّارِيْـــــــخِ فِي دَفْتَــــــرِهِ

أَلْهَبَ الأَحْرُفَ عِشْقًــا وَهُيَامَـــا

وَحَمَامُ الْحُبِّ فِي أَشْعَـــــــــارِهِ

كَمْ شَدَا رَقْصًا وَكَمْ غَنَّى غَرَامَــا

وَصَهَيْلُ اللَّيْـــــلِ فِي مِشْــــوَارِهِ

كَمْ تَمَطَّى فَوْقَ هَامِ الْمَجْدِ هَامَـــا

شَاعِرَ العُشَّاقِ هَلْ مِنْ نَظْــــرَةٍ

نَسْتَرِدُّ الرُّوْحَ فِيْهَـــا والذِّمَامَـــا

وَاجِفٌ قَلْبِــــــي أَلا مِنْ طَائِـــرٍ

خَافِقٍ يَبْعَثُ فِي نَفْسِي الْكَلامَــا

يَمْسَحُ الأَحْزَانَ عَنْ قَلْبِي كَمَـــا

فَوْقَ وَجْهِي يَزْرَعُ الْحُبَّ ابْتِسَامَا

كُنْتَ قَبْلَ الْيَوْمِ طِفْلًا عَاشِقًــــــــا

كُنْتَ ذَاكَ الطِّفْلَ مِنْ خَمْسِيْنَ عَامَا

عشِقَتْ ” جِلَّقُ ” فِي نَظْرَتِــــــــهِ

ضَفّةَ الْجَدْوَلِ شِعْرًا وَحَمَامَـــــــا

وَارْتَدَتْ “بَيْرُوْتُ” مِنْ ضَحْكَتِهِ

زُرْقَةَ الشَّاطِىءِ مَوْجًا يَتَرَامَــى

وَاحْتَسى كُلُّ نَدَامَى اللّيلِ فـــــي  

شِعْرِكَ الْوَرْدِيِّ مِنْ خَمْرِكَ جَامَا

قَدْ نَثَرْتَ الْعِطْرَ فِي بُسْتَانِـــــــهِ

وَزَرَعْتَ الْحُبَّ وَرْدًا وَخُزَامَــــى

وَعَلَى مَرْقَصِ أَلْحَانِ الصِّبَـــــــا

كَمْ تَغَنَّيتَ وَأَطْرَبْتَ النَّدَامَــــــــى

سَكِرَ الْحُبُّ عَلَى قِيْثَـــــــــــــارِهِ

وَعَلَى نَهْرِ الْهَوَى أَلْقَى سَلامَــــا

أَيُّهَذَا النَّهْرُ ، قِفْ مُسْتَلْهِمًـــــــــا

وَتَمَهَّلْ ، كُنْتَ بِالأَمْسِ غَمَامَـــــا

وَغَدًا تَرْحَلُ فِـــــــي أَفْلاكِـــــــهِ

هَالَـــةً بَيْضَاءَ أوْ بَدْرًا تَمَامَـــــــا

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *