لماذا رفض عبد الناصر منع أغنية “الغاوي…” لصباح

Views: 440

سليمان بختي

عام 1961 قدمت الشحرورة صباح (1927-2014) فيلم “جوز مراتي” وهو من بطولتها مع فريد شوقي وعمر الحريري ومحمد الحصري وحسن فائق سيناريو عبد الحي أديب وإخراج نيازي مصطفى.وإشتهرت في هذا الفيلم أغنية “الغاوي نقط بطاقيتو” وكتب كلماتها كمال عطية (1919 – 2008) ولحنها محمد المرجي (1923-1995).

هذه الأغنية كادت أن تتعرض للمنع  لولا الرفض القاطع من الرئيس جمال عبد الناصر.

ماذا تقول كلمات الأغنية :”الغاوي نقط بطاقيته/ تسلم لي عينه وعافيته الغاوي/ ما اعرفش ازاي حبيتو ما بعد ما قلت له لا/ ولو إني ساكن جنب بيته والشقة قصاده الشقة/ وفي يوم شفته بيعزل اكمني فمش فاضية له/ ولقاني قبل ما ينزل قدام الباب واقفة  له/ وانا نازلة وعارفة اللي نويته/ والغاوي نقط بطاقيتو/ ح ابعت له جواب في البوسطة/ وها اتولى خلاص من بكرا/ هتجيني وها جيلك يلا/ مش قادرة اصبر مش قادرة/ حسونة ما تحن عليي/ حسونة انا زيك الغاوية وغاوية/ وحبيبي ما صدقت لقيته/ والغاوي نقط بطاقيتو حسونة/ وتقول في مقطع أخير ” وان كان ده غرام الثاني اوديه فين؟ فين محتارة بحبي   / ويا ريته الغاوي ما نقط بطاقيتو”.

وماذا حدث؟ بعد عرض الفيلم ونجاح الأغنية وإذاعتها مرارا وتكرارا من الإذاعة المصرية قام بعض الصحافيين بحملة قاسية ضد الأغنية بحجة ان صباح أدتها بطريقة فيها الكثير من الدلع والجرأة والغواية.

كمال الدين حسين

 

إستجاب لهذه الحملة عضو مجلس قيادة الثورة ووزير التربية والتعليم آنذاك كمال الدين حسين. وكتب في صحيفة “الجمهورية” منتقدا صباح ودلعها المبالغ فيه في تأدية الأغنية. وانتقد كاتب كلمات الأغنية كمال عطية. هذا المقال دفع بالعديد من الصحافيين بالاقتداء بموقف كمال الدين حسين.

وتوسعت الحملة إذ قام الصحافي وعضو الاتحاد الاشتراكي سامي داوود بتصعيد جديد تمثل في قيامه برفع موضوع الأغنية الى رئيس الجمهورية مطالبا بمنعها فورا.

جليل البنداري

 

كان رد الرئيس عبد الناصر صادما للكاتب سامي داوود وللجميع حين قال:”انا ما أصدرتش أمر لسماع الأغنية وفرضتها على الناس. هُمَّ أحرار. اللي يسمع يسمع واللي مش عاجبه زيك يا سامي يقفل ودانه أو ما يشتريش الأسطوانة. معقول تطلب مني يا سامي أقول لصباح بطلي دلع وإنتي بتغني الإغنية دي. أو بلاش تغنيها خالص. ما ينفعش يا جماعة. عيب. يجب ألا نحجر   على أحد خصوصا على الفنانين”.

وبالفعل كتب الصحافي جليل البنداري  ردا ساخرا مدافعا عن الأغنية وسأل:”إذا كانت لا تعجبكم فما رأيكم ان نستبدل كلماتها بـ الغاوي بينقط بالمدفع/ يسلم لي قرقوش المصنع”. 

ظلت الأغنية تسمع وتنشر ونسي الجميع حكاية المنع وفصولها ولا يزال الغاوي نقط بطاقيتو الغاوي. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *