الأغنية التي غناها عبد الحليم وأنهى ليلته في المستشفى ومنها إلى لندن للعلاج

Views: 294

سلمان بختي

توفي الفنان عبدد الحليم حافظ في 30 آذار 1977. ولكنه مع عمره القصير وسم عصرا من الغناء والطرب بطابعه المميز.

ظاهرة. جهد و تعب ومران وإرادة وتخطيط وذكاء في اختيار الكلمات والألحان والتوقيت لإطلاقها. جعل من نفسه رمزا للحب والثورة والشباب. ما سره؟

قال عنه الشاعر نزار قباني (1923-1998) “إن سر عبد الحيلم حافظ أنه غنى القوة والكبرياء والإرادة والتحدي والمستحيل. غنى الناس بصدق يندر أن يتكرر فأحبه الناس بنفس الصدق والعشق”.

في صيف 1971 أطلق عبد الحليم حافظ أغنيته الجديدة “موعود” كلمات الشاعر محمد حمزة (1940-2017) وألحان بليغ حمدي ( 1932-1993) في مهرجان أضواء المدينة في القاهرة. غنى وأجاد وأعاد مقاطع وفقرات حتى أنه عندما خرج من المسرح إلى الكواليس كان مرهقا متعبا ونقل فورا إلى المستشفى ومنها إلى لندن لمتابعة العلاج إثر حدوث نزيف شديد له في الأمعاء. نسي عبد الحليم نفسه وهو يردد “موعود معايا بالعذاب ياقلبي”.نجحت الأغنية نجاحا مرموقا وتركت أثرا طيبا في نفسه ولدى الجمهور والملحنين.

 

قال عنها محمد الموجي إنها أحب وأقرب ألحان بليغ حمدي إلى قلبه.

وقال الملحن كمال الطويل إنها ليست أغنية وحسب بل معجزة موسيقية.

وقال عنها محمد عبد الوهاب “بليغ حمدي بتجيله جمل وألحان ما بتجيش لملحن إلا كل خمسين سنة وعلى رأس هذه الألحان تأتي “موعود””.

وقال الملحن حلمي بكر “إن بليغ حمدي في أغنية موعود كان خمسة ملحنين مع بعض”.

ماذا تقول الأغنية:” موعود معايا بالعذاب موعود يا قلبي / موعود ودايما بالجراحموعود يا قلبي/ ولا بتهدى ولا بترتاح في يوم يا قلبي/ وعمرك ما شفت معايا فرح/ كل مرة ترجع المشوار بجرح/ والنهارده جي تقول لي إنسى الأهات/ جي تقول لي الحب فات…./ أمانة يا دنيا أمانة تاخدينا للفرحة امانة/ تاني تاني تاني حنروح للحب تاني/ حنروح الحيرة تاني تاني /  ونضيع ونجري ورا الأماني/ والقمر طلع والخوف بعد والهوى دفي والليل سمع / شوف بقينا فين يا قلبي وهي راحت فين/ شوف سابتنا فين يا قلبي/ في سكة زمان راجعين في سكة زمان/ في نفس المكان ضايعين في نفس المكان/ لا جراحنا بتهدى يا قلبي/ ولا ننسى اللي كان يا قلبي شوف…/ خلي فجر الحب يطلع بدر يملى مشوارنا الجديد”.

 

أغنية عن علاقة مستحيلة. صراع ملحمي بين العاشق وقلبه الذي قرر العشق رغم العذاب في الحب الأول ورغم الحزن ورغم الفرح. في مقطع يقول عبد الحليم:” شوف بقينا فين يا قلبي وهي راحت فين”. يعيدها خمس أو ست مرات ولا مرة تشبه الثانية. كأن نهاية الحب هو نهاية الحياة. وعبد الحليم وضع إحساسه المرهف والدرامي في هذا الكلام.

ويروي الشاعر محمد حمزة أن عبد الحليم حافظ قال له قبل أن يصعد إلى المسرح إنه لا يحبذ كلمة “الخوف رجع” ويريد أن يقول ” والخوف بعد” فأيده حمزة في مراده.

تلك الأغنية الجميلة لبث عبد الحليم يغنيها ويتغنى بها كأنها تعبر معه عن حبه الضائع والأيام التي يتداولها المرء بين القلب والوقوع في الحب وأحواله ومخاوفه.

خاطبت هذه الأغنية روح عبد الحليم وتماثلت مع المشاعر والظروف التي كان يعيشها في ذلك الوقت. وتعتبر واحدة من أهم عشر أغانٍ غناها عبد الحليم في مشواره وفي طليعة إيراداته حتى اليوم.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *