“راجعين يا هوى” لفيروز أم الأغنية الكاملة

سليمان بختي

غنت السيدة فيروز أغنية “راجعين يا هوى راجعين” عام 1974 ضمن مسرحية “لولو” والتي مثلت فيها  دور “لولو” السويعاتية التي حكم عليها ظلما بتهمة القتل عمدا وسجنت 15 سنة واعلنت براءتها.

عرضت المسرحية في مسرح البيكاديللي في بيروت وفي معرض دمشق الدولي. كما سجلت للتلفزيون اللبناني بعد حرب السنتين 1975-1977.

غنت فيروز تلك الأغنية في مشهد استقبال القبضايات وهم أبو الشباب وأبو النور وصبحي البدوي وغازاروس الطونيان وكانوا كورس الأغنية المترافقة مع دبكة شبابية.

وحسب وقائع المسرحية عبرت الأغنية في بداية الفصل الثاني أن “لولو” ستعود إلى طبيعتها وبيتها ومكانها ووطنها.

كتب كلماتها ولحنها ووزعها الأخوان الرحباني.

 

كانت هذه الأغنية وأغنية ” من عز النوم بتسرقني” (ألحان فيلمون وهبي) الأكثر نجاحا وشهرة في المسرحية.

تعتبر أغنية “راجعين يا هوى” واحدة من الأكثر تطريبا في ريبرتوار فيروز. فيها تطريب وشجن ومد للـ آه في كل جملة. كما عرفت الأغنية انتشارا وحنينا إلى اللبنانيين والعرب في بلاد الاغتراب. وخصوصا مقطع:” منقول رايحين منكون راجعين على دار الحب ومش عارفين”.  ومن يستطيع أن يحدد بوعي أو بلا وعي العلاقة بين الذهاب والإياب إلى دار الحب. 

عندما سمع الموسيقار محمد عبد الوهاب الأغنية لأول مرة هنأ الأخوين رحباني وفيروز وقال:”إنها فعلا الأغنية الكاملة العناصر”.

ولكن ماذا تقول الكلمات:” راجعين يا هوى راجعين/ يا زهرة المساكين/ راجعين يا هوى على نار الهوى/ راجعين يا هوى راجعين/ منودع زمان منروح لزمان/ ينسانا على أرض النسيان/ منقول رايحين ومنكون راجعين/ على دار الحب ومش عارفين/ آه راجعين يا هوى على نار الهوى/ مغرور يا هوى يا هوى مغرور/ يا حبيبي يا وردة على سور/ نحنا العاشقين على طول عاشقين/ وإنتوا بليالينا عايشين/ آه راجعين يا هوى على دار الهوى/ راجعين”.

ولكن الملفت أن عنوان هذه الأغنية استخدم في مسلسلين: الأول إذاعي عام 2004 تأليف أسامة أنور عكاشة وبطولة منة شلبي. والثاني درامي عام 2022 بطولة خالد النبوي وأنوشكا.

 

كما انتشرت عبارة “راجعين يا هوى” على جدران الشوارع في مدن وبيوت تركها أهلها في سوريا بسبب الحرب.

واستقطبت الأغنية الكثير من الأصوات في لبنان والعالم العربي، فقد غنتها إليسا ولطيفة ولينا صليبي ونور البنا وناي البرغوتي وشادي أسود وبلقيس وإياد طنوس وسامر المصري وقتيبة إسماعيل وايمي وجيهان طنوس ومرعي سرحان. كما غنتها جوقة في جامعة النجاح الوطنية وكورال التراث الشرقي في كندا.

ستظل أغنية “راجعين يا هوى” تتردد لأنه كلما سمعها المرء يفته شوق الرجوع وحنين الهوى.