عبدالله واكيم يشرب نخب الحبّ في “لي حبيبتان”

Views: 19

أ.د جيمي جان عازار

صدر حديثًا للعميد الركن المتقاعد “عبدالله واكيم” كتاب خواطر في الحبّ تحت عنوان ” لي حبيبتان”. هو ديوان عابق بسحر الحبّ والكلمة، يتنشّق منه القارئ أزاهير الحياة منذ صفحة الغلاف، إذ اختيرت اللوحة اللافتة بشكل يتناسق مع المحتوى. (https://rentalsfloridakeys.com/)

 

يبتعد الكاتب من تعاسة الحياة، وقسوة الواقع، ويشرب نخب الحبّ، فتصدح كؤوس كلماته بنشوة الغزل الراقي:

” عذرًا

يا سيدتي العاشقة

فأنا

والعِشق توأمان

وعيناكِ

هذا الربيع الفتّان

بعضٌ

من حكايا الأمس

وبعض

من لهيب اللّمس

وأنتِ الأجمل

بين النساء

وأنتِ يا سيدة العشق

نجمتي الوحيدة

عند المساء” .

وكلّ حبّ يقابله بعد جسديّ وروحيّ، لكنّ اللافت في هذه الخواطر، أنّ كاتبها لم يقسُ على الحبيبة وإن اختارت الرحيل، وظلّت كلماته راقية في حقّها ، هي أخلاق النهايات:

” جريمة

أن تغادري

الحي

من دون استئذان

ومن دون

وداع الأحبّة والأصدقاء

والحيّ

كلّ الحيّ يحبّك

لأنّك

الأجمل

ولأنّك وحيدته

المدللة

وأميرته المفضّلة”.

أمّا العتاب في هذه الخواطر فهو قسريّ لكن اللافت أن الكاتب قد اعترف بذنب الحبيبة بجرأة لكنّه امتصّ خيانتها وقسوتها، فأطلّت في خاطرته ملكة وإن تركت عرشها في قلبه:

“تمرّين

بلا تحيّة

مرور الهادئ

قرب الضحيّة

وتمرّين

بلا سلام

بلا ابتسام

يا شقيّة.

أمس كنتِ

امس أنتِ

يومها كنا سويّة

خانت

يا درب هواي

سامح

الله الصبية”.

عاد بنا الكاتب إلى ثنائية الحبّ العذريّ والآخر الإباحيّ كما في القصيدة العربيّة، إذ تكللت كلماته بعفة وغَنَج، وسرعان ما انفجر بركان ثورته ليفضح المستور:

” أما

ارتويتِ بعد

يا شقيّة

وزجاجات الخمر

تملأ الطاولة

في تلك العشيّة

وعبق الدخان

يقطع الأنفاس

أما ارتويتِ بعد

لقد طلع الصباح

على عجل

وشفتاك الشقيّتان

تتنقلان

على الروّاد

بكلّ وقاحة

وبلا خجل…”.

وتستكين ثورة الحبّ عند الكاتب في نهاية خواطره، فالخاطرة الأخيرة وهي تحمل عنوان الديوان ” لي حبيبتان”، قد اختصرت مفهوم الحب عنده.

 

أحببت هذه الثنائيّة وقد دفعتني إلى البحث عن الحبيبتين طبعًا، وهنا تسللت إلى ذهني المفاهيم الآتية: قدسية الأرض، وشرف الالتزام، وقبول الشهادة، وحب الوطن .

وها هو الكاتب وهو عميد ركن متقاعد في الجيش اللبناني يختتم رحلة عشقه باعتراف مكتوب بحبر الدم:

” أنا لي حبيبتان

أنتِ والبندقيّة”.

راقِ، ثائر، محب، ملتزم، مؤمن بقضية، مقاتل، قيمٌ مكنزة طبعت شخصية رجل التزم بقضية وطنية بشراسة، وطبع على جبين محبوبته قبلة الحياة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *