عبدالله حمصي وبصمة الكبار في ذاكرة الفن اللبناني

Views: 601

سليمان بختي 

ترك الفنان عبد حمصي (اسعد ) (1937-2023) بصمة كبيرة في الفن التمثيلي والكوميدي وفي ذاكرة المشاهد في لبنان والعالم. 

ترك ما يزيد عن 1700 ساعة تلفزيونية ، 3000 حلقة اذاعية و16 فيلما سينمائيا ومشاركات في مهرجانات. وقف امام الكبار، وعدا شخصية اسعد المحفورة كالنقش مع فرقة ابو سليم الطبل. وشخصية ” دويك” القروي النازل الى المدينة مع عبارات “صبحك بونجور ستنا بيروت” اوعندما يشرب أول كأس يقول ” حلو الإنشراح” كتابة انطوان غندور (1973). وقف امام فيروز وصباح وعاصي الرحباني ونصري شمس الدين وإحسان صادق ودريد لحام ورسم مشاهد لا تنسى. قالت له فيروز في المشاهد الاخيرة من فيلم ” سفربرلك” (1967):

– “اسعد وحياة اللي بتحبن خدني ع بحر جبيل”.

– طلعي… (ونظرة العين التي تعرف ما يجري في بحر جبيل من حب وثورة).

 

وفي مشهد من الفيلم عينه هناك  حوار بين الجاسوس بحري (شفيق حسن) والعربجي اسعد 

-“من وين جاي

– من فوق

– وشو جايب معك

– سلامتك”

 في مشهد مطاردة السلطة العثمانية للقبضايات يركض ابو احمد (عاصي) ويقفز الى العربة التي يقودها اسعد وبنظرة من اسعد الى عاصي قال كل شيء بدون ان ينبس بكلمة.

 

في فيلم ” بنت الحارس” (1968):  يقتحم صالح (الحارس) حفلة البلدية منفعلا ويقول:” حفلة البلدية بتدفعوا عليها  الما فتح ورزق ونحن بتطردونا بحجة التوفير. قبل ما يجوعوا ولادي حجار بيوتكم بدا تتهدم”. بلحظة تجري الكاميرا بين عاصي ( بدور رئيس البلدية) وصالح ويقولان كل شيء وبدون اي كلمة.فقط نظرة الم وحنان من عاصي كأنه ينظر الى قسم كيبر من اللبنانيين يخرجون من وظائفهم بحجج واهية.  ثم يضع يده على ذقنه فيهدأ صالح ويخرج.

 وهناك دور له آخر في فيلم “زنار النار” لبهيج حجيج  بائع القهوة الذي يجول في وسط دمار المدينة، بأسى ويمشي كأنه آخر ابن للمدينة. 

 

كان عبدالله حمصي من الكبار ويروي في مذكراته انه عندما استدعي من الاخوين رحباني لدور في فيلم “سفر برلك ” رسخ يقينه بأنه حقا ممثل وراح يشتري الكتب المتعلقة بالتمثيل والسينما ويقرأها بشغف.

اتقن عبدالله حمصي التمثيل بالعين وهي مرآة الروح وكان صادقا.

في كل حلقة من حلقات برنامج ابو سليم كان فهمان يقول لابو سليم :” نام اسعد يا ابو سليم”. هذه المرة نام نومته الأخيرة.

ولكننا سنظل  نفتقد مع غياب عبدالله حمصي ذلك الرونق الجميل والعفوي و البريء من ذاكرة الفن في لبنان.  

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *