أغنية “ساعات ساعات” أبكت صباح واستغرقت 14 سنة لتلحينها
سليمان بختي
كانت أغنية “ساعات ساعات ” (1980) للفنانة صباح (1927-2014) كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي (1938-2015) وألحان د. جمال سلامة (1945-2021) من المحطات الغنائية المهمة في مسيرة صباح.
غنتها في فيلم “ليلة بكى فيها القمر” 1980. شاركها البطولة حسين فهمي وأخرج الفيلم أحمد يحي (1944-2022). وهو آخر فيلم قدمته صباح في السينما المصرية.
يروي الأبنودي بأنه أراد لهذه الأغنية أن تكون مختلفة في ريبرتوار صباح كما أن لحنها الدرامي الموفق منحها انتشارا وتقديرا.
لم يسمعها الأبنودي في التسجيل ولكنه سمعها منها في بيتها في لبنان بعد سنوات ويقول إنها غنتها بطريقة أحسن من الفيلم.
ويذكر أن هذه الأغنية كانت التعاون الأول والأخير معها.
يتذكر مخرج الفيلم أحمد يحيى أن صباح بكت لأول مرة وهي تسجل الأغنية وهي المعروفة بفرحها ودلعها وإشراقتها.
كانت مجروحة من طلاق بعد قصة حب مع الفنان الراحل وسيم طبارة (1943- 2005)، وخصوصا وأن الفيلم يقتبس من وقائع تلك العلاقة وملابساتها وظروفها.
أما الملحن الراحل جمال سلامة فيروي في مقابلة تلفزيونية أن هذه الأغنية كانت أول ألحانه بعد عودته من روسيا عام 1966. وأنها استغرقت 14 سنة من العمل وتعلم من خلالها التلحين، وقد أنجزها على فترات متباعدة. إذ كان الأبنودي يعطيه كل فترة فقرة لتلحينها.
ذات مرة سمعها منه المخرج أحمد يحيى وأعجبته، وكان في غمرة التحضير لفيلم جديد لصباح عام 1979. عرض أحمد يحي الأغنية على صباح التي أعجبتها كثيرا وتمسكت بها.
اشترط سلامة أن يقوم بتلحين كل أغنيات الفيلم. قابلته صباح في فندق شيراتون القاهرة واقتنعت وأعطته كل أغنيات الفيلم لتلحينها كما وضع الموسيقى التصويرية للفيلم.
ماذا تقول الكلمات:” ساعات ساعات/ أحب عمري وأعشق الحياة/ أحب كل الناس/ وأتملي إحساس/ وأحس جوايا/ بمية نغم/ مية نغم يملي السّكات/ ساعات ساعات/ أحس أد إيه وحيدة/ وأد إيه الكلمة في لساني مهيش جديدة/ وأد إيه مش سعيدة / وإن النجوم بعيدة/ وتقيلة خطوة الزمن/ تقيلة دقة الساعات/ وساعات ساعات/ أضحك وألعب زي عصفورة ربيع/ وزي النسيم يعدي / وفي لحظة يضيع ..أضيع/ أفرح أوي وأضحك أوي/ وأحب عمري وأعشق اللي فات…”
قبل سنوات تم إستخدام هذه الأغنية في مسلسل أميركي إسمه “مون لايت”. كما أنها انتشرت بأصوات كثيرة من مصر ولبنان نذكر منها: رويدا عطية، وشيرين، ومايا دياب، وباسكال مشعلاني، وفايا يونان، ومروة ناجي، وساندرا حاج، وثريا ملوحي ،وعمر كمال وغيرهم.
لعلها الأغنية الوحيدة التي نجت من الفرح “الصباحي” وبكى فيها القمر ولكنها رسخت في الوجدان لقوة صدقها وواقعيتها وتأثيرها في ذاكرة الغناء العربي كلمات ولحنا وأداءً.
