وَشمٌ صَباحِيٌّ (12)
د. يوسف عيد
ها الصباحُ تَبسّمَ،
والشمسُ راحتْ توزّعُ قُبُلاتِها على الرّابعِ والعشرينَ منه،
ليكونَ بليلاً، غليلاً،
لطيفاً برغم قَيْظِه غيرِ المألوف .
لقد علّمني أيلولُ أن أمضي كأنّي لم أسمع،
وأصمتَ كأنّي لم أفهم،
وأتجاهلَ كأنّي لم أرَ،
وأذكرَ كأنّي لم أتذكّر .
لعلّني في ما تعلَّمتُهُ
أحظى بهدوء النَّفْس في حياةٍ متحرّكةٍ،
متغيّرةٍ ، متقلّبةٍ ، غامِضةٍ،
إلّا قهوةُ الصّباحِ فهي ثابتةٌ، أليفة،
تعاندُ بلذَّةِ ارتشافِها انزلاقَ العُمرِ نحوَ الخريفِ النّاضجِ،
النّابضِ بالقيامةِ الموعودة.
(صباحُ الأمَلِ)