كم بكينا دونما دمع!

Views: 676

نعيم علي ميّا 

بعْثري حَصْوَكِ في الرّمْلِ وقولي: 

أيُّ صبحٍ يجتليني؟

أنا منذورٌ لأَمسي

ودروبي ..

لم تعد مزهرةَ الخطوِ

وطقسي ..

لاغبُ الوجهِ

يعرّيهِ الضَّنا

يجلدهُ البردُ

ويغفو ليلُهُ فوق نزيفٍ 

من دعابات الشَّبابْ

** 

بعثري حَصْوَكِ ..

قُوْلي..

كيف تنداح الأماسي

من كوى ليلٍ 

تندَّى بالنُّعاسِ؟

آهِ ..

كم أشتاقُ صوتَ الغائباتِ

أنا ..

من ضيَّع قِنْديلَ الّليالي

ومضَى 

في الزَّمن الرّاكضِ

مكْسورَ الخُطا

يغرقُ في 

طينِ الضّفافْ

** 

آهِ ..

يا ملحَ الصَّباحِ..

آهِ ..

لو تخترقُ الصَّمتَ إلى قلبي

لأَودعْتُكَ

 أوجاعَ الّليالي

** 

يُمْطِرُ الغيمُ شتائي

ويظلُّ المطرُ العالقُ في الجفنِ يندّي

يابساتِ الوجنتينِ 

** 

كم بكينا دونما دمعٍ

وكان النّرجسُ البرّيُّ 

يختالُ بنهْديكِ

وكانتْ خَفَقَاتي

 تتقرَّاكِ

على وجْنةِ حلمٍ

أَسْرَجَ الصّبحَ حصاناً

وتوارى ضافرَ الوجْهِ

يُغنّي للسّباقِ

** 

عُتّقَتْ خمرتُنا دهراً

فهاتي الكأسَ نشوى 

واسقِنِيها 

من دِنانٍ عاشقاتِ

أنا يا حلوةُ..

يَطْغى في سكوني 

اضطرابي

** 

غُرْفتي سَكْرَى ..

وهاتيكَ الأماسي

رجْرجتْ أَجفانَ الدّوالي

أنا يا حلوةُ ..

أشتاقُ لعينيكِ

ويُضْنيني اشتياقي

** 

صدئتْ ريحٌ بوجهينِ 

وجهُها الباسمُ 

أسْهَدَني

والآخرُ الكالحُ

قد أوْغل 

في خلجانِ روحي

** 

آهِ ..

كم 

أشتاقُ 

صوتَ الغائبات

***

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *