ندوة “زقاق البلاط مدرسة المعلم بطرس البستاني  والاثر الأكاديمي في بيروت”… أبحاث لأجل نهضة المدرسة الوطنية

Views: 822

سليمان بختي

بدعوة من المعهد الالماني للأبحاث الشرقية في بيروت وبالتعاون مع جمعية بيروتنا وبيروت تراثنا عقدت ندوة “زقاق البلاط  مدرسة المعلم بطرس البستاني والاثر الأكاديمي في بيروت” يومي 28و29ايلول في المدرسة البطريركية والمعهد الالماني.

  بداية كلمة ترحيبية من منسقة الندوة د. حسن عبود تحدثت فيها عن هوية بيروت النهضوية واحياzها التراثية وبيوتها العريقة ومؤسساتها التعليمية التاريخية الوطنية والارسالية.  وأكدت على أهمية الابحاث العلمية والنشاطات الثقافية ودورها في تحفيز التنمية المدنية المستدامة. واشارت الى حق المواطن في حماية تراثه وذاكرته الجماعية ومساحاته العامة بكل ما تحمله من جماليات وانفتاح.

ثم كانت كلمة لمدير المعهد الالماني د.ينس هانسن تناولت منطقة زقاق البلاط المكان والتاريخ والتحولات العمرانية. وتوقف عند محطات تتعلق بالمكان وانطلاق التعليم في بيروت، وكيف التقت هذه الروافد الثقافية المتنوعة في هذه المنطقة المميزة.

 

كانت الجلسة الصباحية الاولى في المدرسة البطريركية  المدرسة التي علم فيها الشاعر خليل مطران واليازجيين الثلاثة وتخرج منها صائب سلآم وعبدالله اليافي.

تحدت في الجلسة الأولى المهندسان المعماريان فضلو داغر وعبد الحليم جبر عن تراث العمارة في زقاق البلاط وعلاقته بالتاريخ والهوية. وتوقفا عند التحديات التي تواجه تلك المنطقة في الحفاظ على تراثها ونسيجها الاجتماعي . وناقشا المشاريع التي أطلقتها بلدية بيروت مرورا بمشروع سوليدير وتأثيراته وصولا إلى انفجار مرفأ بيروت. وكان السؤال المقلق هو كيف نحافظ على هويتنا المعمارية.

في الجلسة الثانية تحدث كل من الاب الياس شتوي مدير مدرسة البطريركية  وايلي حجل عن مار يوسف ود.جوني عواد وانطوانيت نصر عن المدرسة الإنجيلية للبنين والبنات ود. نتاشا ضاهر عن ليسيه مقاصد خديجة الكبرى ولامست كلماتهم واقع التحديات الاجتماعية والتربوية والتقنية والثقافية التي تواجه العملية التربوية في لبنان اليوم.

 

وفي الجلسة الثالثة تحدث سهيل منيمنة عن إعلام النهضة التعليمية في لبنان: إليزابيث طومسون وعبد القادر قباني ودورهما في تأسيس والنهوض بمؤسسات تعليمية ساهمت في إغناء وتطوير المؤسسات التعليمية  في بيروت ولبنان.

وفي الاستراحة المقررة وقيل الانتقال إلى المعهد الالماني لاستكمال الجلسات كانت جولة في زقاق البلاط  ومعالمها الثقافية للمشاركين  وشملت الجولة الى المدرسة البطريركية التي تأسست عام 1869، كنيسة سيدة البشارة فيها ثم بيت السيدة فيروز فمدرسة مار يوسف الظهور ومنها إلى المطبعة الاميركية فقصر مخيش وصولا إلى زيارة المدرسة الوطنية التي أسسها المعلم بطرس عام 1863 وارادها مدرسة مختلطة لاطائفية  ولاطبقية.  وكم نحن بحاجة إلى هذه المدرسة الوطنية. ادمعت عينا حفيد بطرس البستاني الذي رافقنا بالجولة امام اطلال المدرسة.

تحدث في الجلسة الرابعة اسامة كلّاب من المديرية العامة للآثار عن الإجراءات والمعايير المعتمدة للتصنيف ولحماية التراث المدني في زقاق البلاط.  وشرحت شروط تصنيف المباني والأحياء التراثية. وكيف يمكن من خلالها حماية هذه الكنوز الحضارية والحفاظ على تراث لبنان وهويته.

 

في الجلسة الخامسة تحدث سليمان بختي عن الشيخ يوسف الاسير (1814 – 1889) الازهري والنهضوي ودوره في تحرير وترجمة الكتاب المقدس مع فاندايك والبستاني واليازجي. وأشار إلى الغبن اللاحق في اثار هذا الشيخ الاديب المنفتح على تجارب الآخرين والذي وصفه لويس شيخو بأنه في المقام الأول بين الذين رفعوا لواء الأدب في عصره.

وفي الجلسة السادسة تحدثت د. حسن  عبود عن منشور المعلم بطرس البستاني  “نفير  سورية” والاثر الأكاديمي في بيروت. وذكرت الظروف السباسية التي دفعته إلى اصدار النفير على خلفية فتنة 1860. وأشادت بمسعاه النهضوي في التركيز على التمدن وبناء الانسان وإدانة العنف والحفاظ على الوحدة الوطنية.

وكانت الجلسة الاخيرة من المهندسة المعمارية كالين مطر والبحث في كيفية اعادة تاهيل مدرسة المعلم بطرس البستاني  معماريا وتطوير أقسامها بحسب غاية المشروع ودوره.

اخيرا لا يزال المعلم بطرس البستاني كنزا حضاريا غير مستنفد ونبعا صافيا للفكر النهضوي والتنويري والاصلاحي في بلادنا.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *