طوفان جديد
محمد إقبال حرب
ما الذي يجعل زعماء الدول العظمى تتراكض إلى أحضان العدو لتواسيه في نكبة “طوفان الأقصى” وتدعمه بلا شروط في سبيل تدمير غزة وقتل كل من فيها بلا شفقة أو رحمة؟ عِلمًا أن دولة العدو أصغر من مدينة أميركية أو هندية!
والأنكى من ذلك، ما الذي يدفعهم لزيارتنا بعد زيارة الكيان الصهيوني ليقولوا لزعمائنا بوقاحة واحتقار ” سندعم الكيان الصهيوني ليدمر غزّة ومن يساندها وها هي أساطيلنا تشهد على وحشيتنا”
يردّ أحد زعماء العالم العربي بجبن وذلّة: حاضر، سنترك أهل فلسطين يلقون جزاء التمرد على أسيادهم. بشرط أن تحافظوا على كراسي حكمنا كما في كل مرّة.
يقول الغربي: ما دمتم تتبعون أوامرنا ستبقون على “خازوق الحكم”.
يقف زعيم عربي حنون متوسلًا: هل يمكننا اللطم والبكاء؟ فلنا معهم صلة رحم.
الغربي: إذا لم تقطع تلك الرحم سنقتلك بمعيتهم.
يقول زعيم آخر: أرجو أن تقتلوا الغزاويين برحمة.
يأتي الزعيم المخضرم، المعتق في خوابي الخيانة: اخبروني قبل حملة الإبادة لأنام حتى لا أصاب بالأرق.
ويبقى الزعيم العربي الأخير ساكنًا، ينظر في وجه رسول الصهاينة حتى يقول له: ما بالكم تأخرتم في تدمير غزة وتخليصنا من الارهابيين. لقد أجّلت رحلة الصيد عدّة مرّات.
الموفد الصهيوني: لماذا لا تمارس هواية الصيد في غزة وتقتل ما شئت; أطفالًا ورجالًا وعجائز. في غزة يمكنك استعمال كل الأسلحة فلقد أعطانا العالم “الحر” تفويضًا بقتل كل ذي روح في غزة. انها فرصة ان تساهم معنا في تصفية الارهاب الفلسطيني في رحلة قتل ٢.٢ مليون إرهابي. أضمن لك وسام “الحقارة” الذي تستحق إن شاركت بكامل حقارتك وخيانتك..
استغرب الزعيم العربي وقال: هل يسري العرض في غزة فقط؟
جاءه الرد سريعًا: هم السابقون وأنتم اللاحقون.
الزعيم العميل: على بركة الله، متى سنبدأ رحلة تدمير غزّة.
الصهيوني: يوم غد إذا لم يدمّرنا طوفان أقصى جديد.