وَشمٌ صَباحِيٌّ (52)

Views: 396

د. يوسف عيد

 

يدعوني هذا الصباح التشريني

أن أمشي في حُقول الزيتون ولَعنةُ الغضب تتآكلُني، 

لأني على يقين

بأنّ القدّيسَ والخاطئَ أخَوان لأبٍ واحد الملك الغَفور،

فكيف لعَقلي أن يقبَل

بأنّ الجزّارَ والمُغتصبَ والمُجرمَ والحَقودَ والمُستبدّ والخائنَ

كسِواه  من أهلِ المحبّةِ والسلام،

من أهلِ الطيبةِ والنّعمةِ والخيرِ والتضحيةِ؟

لن أتبَع عقلي لئلا يقودني إلى حافة الهاوية.

شرّعتُ صدري للرّيح في حَقلتي،

وقد افتقرتُ إلى العطرِ برغم هزّ الغُصون.

ولاحَت لي في غَمام الصّباح

همسةُ صَحوٍ تسلّلت منها خيوطُ الذّهب.

أخذَت يدي تلهو بقرص الشمسِ

وتلفّ حول عُنقي خيطاً من الغد في إبرة الأمس،

حيث تبلغُ العاطفيّةُ والطبيعيّةُ

أرقى درجاتِ الوعي والتّجَوهرِ الباطنيّ،

وكان صوتُ حفيدي يُرافقني

فأشربُ من صباحِه ماءَ العُمر،

وأصلّي ليحمي الله أحفادي وأطفالَ العالم .

(صبَاح الأمَل)

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *