وَشمٌ صَباحِيٌّ (54)

Views: 489

د. يوسف عيد

 

في هذه الأيام يا صديقتي..

تخرُج من جيوبنا فراشةٌ تشرينيّة تُدعى الوطن.

تخرُج من شفاهنا معاصرُ الزيتون تُدعى الوطن.

تخرُج من لبوسنا

 مآذنٌ وأجراسُ بلابل ..جداولٌ ..قرنفلٌ..سفرجل،

عُصفورةٌ مائيّة تُدعى الوطن.

كنتُ على موعد معك يا صديقتي ونكثتُ به لأُلاقي الوطن .

كنتُ أريدُ أن أراك يا صديقتي،

لكنني خفتُ

أن أجرحَ إحساسَ الوطن..

أريدُ الآن، أن أسبّحَ باسمك ،

لكنّني أخافُ أن تسمعَني أبوابُ ونوافذُ الوطن.

أريدُ الحُبّ على طريقتي

لكنّني أخجَل من حماقتي، ونزاقتي، وفرَحي،

أمام أحزانِ الوطن وآلامِه، وصمودِه، ورصانتِه.

أُريدُ وكم أُريدُ منك يا صديقتي،

ولكنّ أمام ما أُريدُه للوطن

هو الأغلى والأجمَل والأعمّ والأسمى،

فلا تحزني، ولا تزعلي منّي، إن أحببتُ الوطنَ أكثر منكِ.

#صباح الوطن.#

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *