محاضرة تفاعليّة لـ “جمعيّة عدل ورحمة” في سجن رومية حول “الإستراتيجيات الحديثة لإدارة التوتّر والضغوطات”

Views: 303

نظّمت “جمعيّة عدل ورحمة” محاضرة تفاعليّة سلّطت الضوء على عنوانين رئيسيين: تعلّم  الإستراتيجيات الحديثة والمتنوّعة لإدارة التوتر والضغوطات، وكيفية الاهتمام بالصحّة عبر تقنيات متنوعة وسهلة التطبيق،  شارك فيها  ضبّاط وعناصر من قوى الأمن الداخلي العاملين في سجن رومية المركزي.

تندرج هذه المحاضرة ضمن رسالة الجمعية المستمرة منذ خمس وعشرين سنة والمتمحورة حول تقديم خدمات اجتماعية وقانونية وطبية وتنفيذ برامج توعية داخل السجون وخارجها.

افتتحت السيدة عيدا نصرالله المحاضرة بكلمة تعريفية عن الجمعية ورسالتها في السجون، وعن المحاضرين.

بعد ذلك تمت مناقشة مسببات التوتر وأهمية إدارتها بشكل صحيح مع الدكتورة لينا رياشي التي ركزت على أهمية إدارة الإجهاد في المهن العالية الضغط، موضحة أن  “الإجهاد حالة توتر ناتجة عن ظروف ضارة تؤثر على الصحّة النفسيّة والبدنيّة، ويمكن تقسيمه إلى إجهاد حاد وإجهاد مزمن”.

حول الإجهاد الحاد أشارت إلى أنه “يحدث بشكل مؤقت نتيجة لأحداث محدّدة، ويتضمن استجابة جسديّة فورية ومؤقتة. يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الحالات لأنه يعزز الجاهزية لمواجهة التحديات”.

أما الإجهاد المزمن، فأوضحت أنه “يستمر لفترة طويلة، وينجم عن التعرض المستمر لعوامل الإجهاد مثل الضغوط العمليّة، وقد يسبب مشاكل صحيّة خطيرة مثل أمراض القلب والاكتئاب”.

أكدت أن “الأفراد والضباط العاملين في السجون يواجهون تحديّات فريدة مثل التعرّض للعُنف والتعامُل مع السجناء العدائين، بالإضافة الى الصعوبات الموجودة في البيئة السجنية. لا شك في أن هذه التحديات تزيد من مستويات الإجهاد”.

 

تصنيفات طبية للإجهاد

في القسم الثاني من المحاضرة، تطرقت المُعالجة النفسية كريستل بسترس إلى التصنيفات الطبيّة للإجهاد ومنها: متلازمة التكيّف العام (General Adaptation Syndrome – GAS) ومتلازمة الإرهاق الوظيفي.

حددت متلازمة التكيّف العام بأنها “نموذج يصف كيف يستجيب الجسم للإجهاد والضغوط على مراحل. تم تطوير هذا المفهوم من قبل هانز سيلي،  ويتوزع على ثلاث مراحل رئيسية:

  1. مرحلة ردّ الفعل التنبيهي: يحدث ردّ فعل جسمي سريع للتحضير لمواجهة الإجهاد. يتميز بتفعيل الجهاز العصبي الودي، ما يؤدي إلى إطلاق هرمونات مثل الأدرينالين والنورإبينفرين. يسبب هذا التفعيل زيادة في معدل ضربات القلب ومعدل التنفس وضغط الدم.
  2. مرحلة المقاومة: بعد مرحلة ردّ الفعل التنبيهي، يبدأ الجسم مرحلة المقاومة، ما يؤدي إلى تفعيل هرمون الكورتيزول وزيادة مستوى السكر في الدم. إذا استمر الإجهاد لفترة طويلة، قد يسبب اضطرابات في الجهاز المناعي والهضمي والقلبي والوعائي والنوم والتناسلي.
  3. مرحلة الإرهاق: يصبح الجسم غير قادر على التعامل مع الإجهاد بشكل فعال نتيجة استنفاد الموارد، وعلى التكيف أو التعويض لمواجهة الإجهاد، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة.

أضافت: “أربعة عوامل رئيسية قد تسبب الإجهاد وإفراز هرمونات الإجهاد: عندما تشعر بأن لديك القليل أو لا تتحكم على الإطلاق في الوضع. عندما يحدث أمر مفاجئ تمامًا أو حتى عندما لا يمكنك معرفة ما سيحدث مسبقًا.  عندما يحدث أمر جديد لم تجربه من قبل. عندما يتم تعريض مهاراتك وهويتك للاختبار”.

حول متلازمة الإرهاق الوظيفي أشارت إلى أنها “حالة تشمل الإرهاق النفسي المستمر نتيجة للضغوط والإجهاد المرتبطين بالعمل والضغوط التي لا يمكن السيطرة عليها أو تجنبها. الضغوط العالية في العمل والتفاعُلات البينية السلبيّة من الأسباب الرئيسية لهذه الحالة”.

تابعت: “تشمل العلامات والأعراض، الشعور بالتعب، ضعف الجهاز المناعي، الصداع، وتغييرات في الشهية والنوم، الاكتئاب وأمراض القلب وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض أخرى”.

 

التغلب على الإجهاد

تناول القسم الأخير من المحاضرة سُبل التغلب على الاجهاد من خلال استراتيجيّات تمت مناقشتها والتدريب عليها مع الدكتورة لينا رياشي، أبرزها:

 -يقظة ذهنية: تقنيّات تساعد على التركيز والاسترخاء.

 -تقنيات تخفيف الإجهاد: تشمل تمارين تنفسيّة واسترخاء تدريجيًّا.

 -تحديد الحدود: تحديد حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية.

 -دعم اجتماعي: بناء شبكة دعم قويّة مع الزُملاء.

 -رفاهية بدنيّة: ممارسة الرياضة بانتظام وتناول طعام صحّي.

 -بحث عن مساعدة مهنية: عند الحاجة لمساعدة محترفة.

  -دعم تنظيمي: توفير بيئة عمل داعمة تهتم برفاهية الموظفين.

  -ممارسات الرعاية الذاتية: تضمن توازنًا بين العمل والحياة الشخصية.

  -تقنيات التنفّس: استخدام تمارين التنفّس للتخفيف من التوتر.

– توكيدات إيجابية: تغيير النظرة إلى التحديّات وتعزيز الثقة بالنفس.

– ضحك وفُكاهة: الاستمتاع بأوقات مُضحكة للتخفيف من الإجهاد.

–  استرخاء حسّي: استخدام العلاج بالروائح والموسيقى للاسترخاء.

– تأمّل: التفكير في الإنجازات وتطوير التفكير الإيجابي.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *