سجلوا عندكم

كي تعود بيروت عروس المدن وجميلة الجميلات

Views: 274

بعد مئويّة صاخبة بالنجاحات والاخفاقات، يبقى الأهمّ أنّ لبنان ظلّ وطن الحلم الذي يطمح إليه كلّ حرّ وشريف في هذا الشرق. ومهما قست الصعاب على هذا الوطن، يظل الأمل في استمراره رهنًا بروح الشباب الرافض للاستسلام. لذلك، ولمناسبة عيد الاستقلال، الذي يطلّ علينا هذه السنة مثقلاً بالمصاعب، تكتب ثلّة من الطلبة عن “لبنان الوطن” الذي يحلمون بالبقاء فيه وبناء مستقبلهم في كنفه…

 هنا النص الرابع بعنوان ” كي تعود بيروت عروس المدن وجميلة الجميلات”:

 

 

هبة منصور

*مدرسة “سّيدة الملائكة”، بدارو، الصف الثانوي الثالث

 

الاستقلال رمز للتحرر والسيادة وقاعدة لبناء دولة ديمقراطية ومستقلة، ولكن مع الأسف لا يمكن تجاهل الوضع الصعب والأزمات الخانقة التي يعيشها لبنان اليوم من فقر الى سياسة فاشلة الى اقتصاد منهار. فما هو دورنا كشعب؟ هل نستسلم ونترك بلدنا ينزف وحده؟ أم نسانده في اوقاته الصعبة ونساعده على النهوض من جديد؟

 لبنان كان يعرف بسويسرا الشرق، بلد الحضارة والثقافة، بلد الجمال الطبيعي اللامتناهي، بلد المياه العذبة، بلد “اللقمة الطيبة”، وجهة سياحية واسعة يقصدها الكبار والصغار، بلد الأصوات الساحرة والفن الجميل. أصبحنا في زمن لم يعد اللبناني فيه لبنانيًّا: شبان وفتيات يهاجرون ويتركون وطنهم بحثا عن وسيلة للعيش الكريم، ففي نظرهم لم يعد لبنان بلدًا يستطيع فيه المواطن أن يؤمّن اقل حاجاته للعيش الكريم.

 أعداد من العائلات بلا مأوى، أطفال تركوا مقاعد الدراسة يعملون ليعيلوا ذويهم. بلد تتعارض فيه وجهات النظر السياسية وتنهش فيه الطائفية والاستبداد، بلد متدهور اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .شركات تقفل ومصانع لم تعد قادرة على الانتاج بسبب الوضع الاقتصادي السيء، عدد كبير من المنحرفين، إضافةً الى مدمني المخدرات وغيرها من الآفات التي تقتل مجتمعنا رويدًا ررويدًا، والفساد الذي هو جزء كبير من مشكلات لبنان الحالية.

 لكن برغم ذلك كلّه، هل ننسى لبنان الذي اعتدناه سابقا؟ 

علينا كلبنانيين التوحّد حول هدف مشترك لبناء وطن افضل واستعادة صورته التي نعرفها ونشتاق اليها. علينا تعزيز الشفافية وتطبيق القوانين والالتزام بها، ودعم المنتجات اللبنانية، على ندرتها، ما يحفز المصانع على زياده الانتاج ورفع المحصول، والتخلي عن الطائفيّة وخلع سترة الجهل.

وهبنا الله ذكاءً وتفكيرًا لكي نعرف مصلحتنا وكيف نتخذ القرارات الصائبة. فإلى متى سيظلّ وضعنا على ما هو عليه اليوم؟ وما الذي يمنعنا من أن نصبح كسائر الدول العربية والأجنبيّة، القوية والمتقدمة اجتماعيًّا واقتصاديًّا؟

نأمل، بإذن الله، أن تمر هذه المرحلة كغيرها، وأن يستعيد لبنان عافيته سريعا، وتعود بيروت عروس المدن، وجميلة الجميلات، وأن ننعم باستقلال حقيقي في وطن لا يشوّهه جهل أو فساد أو تعصّب، ولا يدمّره انعزال أو تطرف أو طائفيّة…

ولكن علينا، قبل ذلك كله، أن نتذكر دائما أننا أبناء هذا الوطن، ولسنا أبناء غيره أبدًا!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *