بيروتُ الثَّكلى
لودي الحداد
تخثَّرَتِ الدِّماءُ
فوقَ واحاتِ الصَّدى،
شبَتِ النِّيرانُ الغوليَّةُ،
وألتهَمَت جدارَ المدَى،
تزلزلَتِ الأرضُ،
انطفأَت أحداقُ الحَورِ،
أوَّاهُ من غضبٍ،
فجَّرَته أيادٍ تلوَّثَت
بموبقاتِ الورَى…
بيروتُ الثَّكلى،
أدمَتها رائحةُ الموتِ،
بيروتُ الثَّكلى،
تنتحبُ أشلاءَ الكبدِ،
بيروتُ الثَّكلى،
غدرَت بها
خناجرُ العارِ والجبنِ…
زمجرَتِ الرِّيحُ
من صراخٍ مزَّقَ أوردتَها،
تلطَّختِ السَّماءُ
بدماءٍ تستغيثُ نوافذَها،
توجَّعَ الرَّبُ على عرشِهِ،
نادَى بيروتَ من عليائِهِ:
إنهضِي من تحتِ اللَّهبِ،
فلَكِ شموسُ الفجرِ وصهوتُها…
بيروتُ …
يا أسطورَةَ الحبِّ،
يا مدينةَ الحرفِ،
إرفعي الرَّايةَ،
أشعلِي النَّواقيسَ
وطوفِي بها،
غاباتِ الأرزِ،
ساحاتِ العزِّ،
جبالَ الثَّلجِ
وسواحلَ الغارِ والمجدِ….