وَشمٌ صَباحِيٌّ (100)

Views: 450

د. يوسف عيد

 

(إني أبشّركم بفرح عظيم )

هو الملاكُ الذي بشَّرَنا بهذا الفرحِ العظيم (بولادة عِمَّانوئيل، الله معنا…) .

لقد تَرجَّلتِ الشمسُ عن سِرجها،

إذ ربُّ السّماواتِ تجسَّدَ من عذراءَ من دون خطيئة،

فعانقتِ الرّياحُ أوردةَ الحُلمِ الإنساني الموعودِ بالخلاص ،

والمصالحةِ مع الله .

رِحتُ أغوصُ على الرؤيا،

وفي قلبي تشويشٌ حول معنى الفرحِ الذي فقدناه في لبنان .

فنحنُ معجونون بالحُزنِ،

مروَّضونَ على اليأسِ والكَمَد.

أين الفَرحُ ولقمةُ العيشِ مغمَّسةٌ بالذلّ؟

أين الفرحُ والمستبدّونَ  يرغَدونَ في غِيّهم وجَبروتهم؟

أين الفرحُ والناسُ تَبيعُ في أسواق الفقر والعَوز أكياسَ الدَّمع؟

أيّها الطفلُ المتوَرِّدُ،

المُعلِنُ ولادةَ الحياة .

أيّها السّاطعُ بنور الطَّهارة في حَقارة المغارة.

أيّها المُجَدِّدُ أبديَّةَ الميلادِ  الى انقضاء الدَّهر.

نسألكَ الفرحَ الذي تَعرِفُه وتَهبُه،

ولا نسألُكَ فرَحَنا الجَسديَّ الزائلَ .

نسألُكَ الرِّفْقَ والدِّفءَ والتَّبَصُّرَ والتَطهُّر بمياه نوركَ الأزليَّ.

أَملِكْ علينا الفَرحَ الأبديَّ الذي تَمنحُه للإنسان مع كلّ صباح.

إمنحنا الصَّبرَ على الشدائد،

واجعل فَرحَ ميلادِكَ ينمو في أرواحِنا

كما يتدفّق في رئةِ العصافيرِ والشّجَرِ والنَّباتِ  حُرِّيةً ،

وفي الأزاهيرِ جَمالاً،

وفي الإنسانِ الجديدِ المؤمنِ بألوهيَّتكَ  حبّاً لا يزولُ،

لأنَّ الزَّمانَ قد تَمَّ في تجسُّدِكَ .

عَسَى نَستحقُّ البِشارةَ الألوهيَّةَ (الفَرحَ العَظيمَ).

(ميلاد مجيد وعام سعيد)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *