وَشمٌ صَباحِيٌّ (103)

Views: 391

د. يوسف عيد

مِخَدَّةُ رأسي الشمسُ.  

غطائي لحافُ النور،

وفراشي حَقلةُ الزّيتون، وملاكي الحارس الميرونُ، ولم يتغيّر شيءٌ من المُنصرمة الى المُقبلة. تراءت لي  عاريةً بشفيفِ زَيّ المراكبِ، وزَيّ أيِّلٍ بَرَّي، تَعبرُ رَبوَتَي زَبَدٍ، معلّقتَين بزَهر اللّوزِ قبلَ أوانه. وألفيتُ نفسي أغفو تحتَ ضُمَّةٍ من ليلها المُستَحمِّ بالنبيذ . بعدَ أن شَرِبتُ من نَبعةٍ ارتوت منها الأوتارُ، وأعناقُ القَصَبِ ، عاهَدتُها أن أتلوَ صلاتَها  في كلّ فَجر، لأقطعَ تلك المسافةَ بَين جَبينِها الأبيضِ ويَمامَتَي قَدَمَيها.

أهلاً بكِ أيّتها العاريةُ،

كيفما كُنتِ، وما ستكونين! وإن تغيّّرتْ أرقامُكِ، فعصفورُ الصَّباح لم يَتغيّرْ.

(صبَاح الأمل)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *