وَشمٌ صَباحِيٌّ (110)

Views: 269

د. يوسف عيد

 

استغلبَها النُّعاسُ،

فاستفاقَتْ حبَّةُ الماءِ حين كانت ترقُدُ طَيَّ ورقةِ الحَبقِ،

وراحت تهرولُ عاريةً في الحقول

خوفاً من أن يَلطَعَها شعاعٌ من الشمس

التي بدأت ترسو على رؤوس الشّجر،

ووهجُها ينيرُ القِمم. 

استقرّت في ساقيةٍ تسوح بين الزّروع

مُنحدرةً من نَبعٍ شَقَّ الصّخرَ

في لَفْحِ جَبلٍ من السّنديان المتماوجِ بأنواع من الإخضرار،

ففرحت السّاقيةُ فرحاً عظيمًا،

فَرحَ ابنٍ ضَالّ عاد لكَنَفِ والديه.

تلك السَّردية تغور بالتمثيل على الإنسانية

التي خرج عليها الضّوءُ وهي عارية من كلّ القِيم،

وظلمةُ الليلِ تَستَغلبُها.

ننتظر عودتها  الى نَبع الحنان والمحبّة،

لينعشَ بها الأملُ بالقيامة.

متى العودة ؟

والوحش الإنساني يكشّر عن أنيابه،

لافتراس كلّ فرصة تتاح للندم والتوبة والاعتراف.

لا بدّ من يقظة،

وربك العليم بها.

المهم أن نقطة الماء سعيدة في ملكوتها الجمالي .

(صباح العودة)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *