وَشمٌ صَباحِيٌّ (114)

Views: 527

د. يوسف عيد

دمعةُ وزيرٍ

أعرِفُه كما أعرِفُ كفّي، وشاهدتُ دمعتَه، فلم أتمالك نفسي إذ سَبقني الحبرُ الى القول:

دمعتُك يامعالي وزير الشباب في قطر، هي قطرةُ نبالةٍ وشموخٍ واعتزاز، وليست  انهزامًا وخوفًا وضعفًا.

هي لغةٌ إنسانيّةٌ لا يُجيدها سوى أبناءِ القلوب الرقيقة،  والمشاعر الرهيفة.

هي مطفأةُ الحزن العميق.

هي دليلُ المحبّة لكنها ليست العلاج، فلا تجترح المعجزات، وأنتم يا معالي الوزير أدرى بشعاب مكّة. فدموعُ الأرض كلّها لا تستطيع أن تحمل زورقاً صغيرًا يتّسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود.

هي بخارُ الرّوح المتألّمة، صغيرة لكنّها مشحونةٌ تَحملُ أغلى المشاعر وأقسى الآلام على وطن يزول .

هي كلمات لم يستطع فمُك قولَها.

هي لغتك الصامتة النبيلة لعينيك. تهدئ جروحاً لا يمكن أن تلتئم، دمعة من خشية الله.

هي العين نفسها التي ترى بوضوح.

لقد أصبتَ يا معالي الصديق جورج كلاّس في دمعتك الحنون، لأنه من الأفضلِ أن تكونَ دامعاً من أن تكونَ غاضباً، فالغضبُ يؤذي الآخرين، بينما دمعتك تدفّقت بصمتٍ وعبَرَت الروحَ لتنظّفَ القلب. فلا تَخَجل من دمعتك! هذه نجمةُ شرفٍ تُعلّق على صدر لبنان الموعود بالقيامة.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *