“سعيد عقل والعمود السّابع”
د. رفيق أبو غوش
على ذُراكَ حبَا التّاريخُ والزّمنُ
وانزاحتِ الأرضُ كي يخلو لك الوطنُ
لسانكَ البرقُ أفتى بالرّبيع وقد
جُنّتْ حقولٌ ومادَ الخصبُ يفتتنُ
يا سارقَ النّارِ من قِمّاتِ معبدها
وسيّدَ الشّعر، يا السَارتْ به اللّسنُ
صنّينُ ما انزاح إلا حين زحزحهُ
إزميلُ حرفكَ؛ حفّارٌ، ددٌ، رُكُنُ
والأبجديّاتُ كم لعّبتها لعبًا
حتى استطاب لها في المنتهى وكنُ
روّضتها الرّيح في كفّيك فانهمرت
على الثّريّا، على الدّنيا وما تزِنُ
وسُلّمٌ من رعودٍ رحت تذرعها
إلى النّجومِ كأنّ البرق مُرتهنُ
حفيد أوروك، وقرطاجٌ بك اعتلقت
أيقونة في ذرى الأولمب تُختزنُ
والسّبعةُ الفكرُ قد صرنَ الثّماني وكم
زِيدتْ على حبرك الأبحارُ والسُّفنُ
وبيتاغورسُ قد نشّأتهُ فمشى
يحبو إليك وطفلَ النّار يحتضنُ
هذي قلاعٌ على جفنِ المدى رقدتْ
شلّقتَ منها الرّوابي وازدهى الزّمنُ
وإذ تميدُ الجّبالُ الشّمُّ تنثرُها
كأنّها الفضّة الضَّاقتْ بها المُزُنُ
أجملْ بغرفَةِ شعرٍ أنت خالقُها
رندلتها، وشدا في عرسها الزّمنُ
وقلتَ شِعرًا بصدرِ الأمسِ كان غدًا
وقلتَ سِحرًا وقُلْ: لبّيكِ يا سُننُ
