ثلاث أغان لفيروز منعت بثها الإذاعة اللبنانية
سليمان بختي
من يصدق ان الإذاعة اللبنانية منعت بث ثلاث اغانٍ للسيدة فيروز .
ولمرتين كان السبب وجود كلمات نابية في الاغنية.
المرة الأولى كانت في العام 1959 واسم الاغنية” سمرا يا ام عيون وساع” . وهي من كلمات وألحان الأخوين رحباني. ماذا تقول كلمات الأغنية؟ وكيف وجدوا كلمات نابية فيها؟.
“سمرا يام عيون وساع والتنورة النيلية/ مطرح ضيق ما بيساع رح خطك بعينيي / يا عيني ع هالعينين ع الدنيا ورد انفتحوا/كيف ما التفتو ع الميلين قلوب قلوب بيندبحو/ في نجم بلفتاتك ضاع مبكى الوردة الجورية/ لم بتكوني حدي بشوف الدنيي مزارع ورد وفل…. ولما الأسرار بتنذاع وبزعل من شي خبريي/بتقوليلي إرجاع إرجاع ومدري شو بيصير فيي/ جلسة لنا وع الحب مجتمعين وتنينا ع المقعد مجانين/ و قربي صوبي ت نحكي شوي/ وبعيونك وقلبي وسر هالحلوين/ مبارح كانت عمتقول عصفورة لاختا بالسر/شالك يا سمرا مغزول من لون الزهر المخضر/ خليني بعينيك شراع قاصد مينا منسيه/ وان شي مرة الزنبق شاع خليلي منو شوية/،
والسؤال اين نجد الكلمات النابية في هذه القصيدة الرائعة؟ وكيف فسرها الرقيب؟
بعد أسابيع قليلة أعيد إذاعة الاغنية من جديد.
الاغنية الثانية هي” مشوار” 1960 وكانت أول تعاون باللغة المحكية جمع بين فيروز والشاعرسعيد عقل.
منعت الاغنية من البث وبررت الإذاعة قرارها بسبب وجود كلمات نابية لا تتفق مع توجه الإذاعة اللبنانية الذي يحرم تقديم الكلمات النابية او ما يشتم منها انها تسيء إلى التوجيه والأخلاق.
إثر منع الاغنية عمد الأخوان رحباني الى إصدارها على اسطوانة بعنوان “الهوى والشباب “وضمت الاغنية الى” مشوار” اغنية” بحبك ما بعرف “. وكتب على غلاف الاسطوانة ” مسجلة من مشاكل الشباب نفسها”.واردف الغلاف بنص يقول : “تزداد مشاكل الشباب المراهقين وتتعقد في محيط القرية الضيق حيث يعرف الأهل بعضهم وتتداول الألسنة الأخبار وتضيف إليها”. وأضاف النص:.”ان المراهقين في القرية يعانون من جور المراقبة فكل حركة يتحركونها حتى لو كانت بريئة تجد تأويلات عديدة بعيدة عن الحقيقة كهذه القصة التي ترويها فيروز في اغنية مشوار”.
وأشار الأخوان رحباني الى” ان قصة اغنية “مشوار ” تمثل العلاقة البريئة الساذجة، قصة حب لا أساس لها فتحول الاشاعة الخيالية الى حقيقة تغير قلب الفتاة التي تحتار وتسال هل هي تحبه فعلا ام انها تتخيل لكثرة اقاويل الناس”.
هل يتطلب الأمر كل هذا الشرح والتوضيح لعمل إبداعي مشترك جميل.
المهم، لم بشكل منع الإذاعة اللبنانية بث اغنية “مشوار” من استمرار التعاون بين فيروز وسعيد عقل في أعمال أبرزها قصائد الشام مثل “سائليني يا شام” و” شام يا ذا السيف” وغيرها.
كما لم ينل من نجاح الاغنية.
ولكن ماذا تقول اغنية “مشوار”: “مين قال حاكيتو وحاكاني ع درب مدرستي/ كانت عم تشتي ولولا وقفت ورنخت فستاني/. وشو هم كنا زغار ومشوار رافقتو انا مشوار/ وقالو شلح لي ورد ع تختي وشباكنا بيعلاه / وشو عرفوا ايا تختي انا وايا تحت اختي/ وبيلفقو أخبار ومشوار يا عيوني مرق مشوار/ وقالو غمرني مرتين وشد شوف الكذب لوين/ مرة مليح تنين ولا رديتو ولا هو ارتد/ شو بيفضحو أسرار ومشوار شفتو وما رجع مشوار/كذبو مين بيقول كذبو مين/مبارح بنومي بصرت اني ع زندو طرت /والأرض مفروشة كلها ياسمين/ وصح الحلم شو صار ومشوار جينا ع الدني مشوار/.
الاغنية الثالثة كانت مختلفة فقد منعها الرئيس سليمان فرنجية لانها برأيه لا تنقل واقع الحال.
والأغنية اسمها “ليالي الشمال الحزينة” وغنتها فيروز عام 1973 على مسرح البيكاديللي في مسرحية “المحطة”، وهي أول عمل لحنه عاصي بعد العملية الجراحية.
وهكذا منعها الريس من البث في الإذاعة لأن ليالي الشمال ليست حزينة كما تقول الاغنية. وربما لا علاقة للأغنية بأي شمال.
تقول الاغنية:” ليالي الشمال الحزينة/ ضلي اذكريني اذكريني/ ويسأل علي حبيبي/ ليالي الشمال الحزينة/يا حبيبي. انا عصفورة الساحات/ اهلي ندروني للشمس وللطرقات/ لسفر الطرقات/ لصوتك يندهني مع المسافات/ ويطل تحاكيني/الريح الحزينة /. يا حبيبي. وبحبك ع طريق غياب/ بمدى لا بيت يخلينا ولا باب /خوفي للباب. بتسكر شي مرة بين الأحباب/ وتطل تبكيني/ بليالي الحزينة/”.
بقيت هذه الاغاني تنتشر وتذاع.
وكل اقفاص العالم لا تستطيع أن تمنع اغنية من ان تروي قصتها او قصتنا او قصة الذين يحتاجون الاغاني كي تمر الحياة.
