وَشمٌ صَباحِيٌّ (140)

Views: 401

د. يوسف عيد

عندما أراها، أعرِفُ، أن النهار سيعود كلّ يوم .

عندما أراها ، أعرف، أن النهارَ  سيستحمّ بالمطر، وسيسكن في الحقول ،

وفي كلّ دقيقة منه ، سيرتاح ظلُّه  في نعاس الشمس .

والأيامُ الآتية، هي، هذا النهار،

كما حبّي الآتي هو هذا الحب،

بالرغم من أن يوماً يأتي حاملاً إليها تجاعيدَ عينيّ،

وازرقاقَ عروق يديّ، وأثلامَ جبيني،

والنهار الذي أراها  فيه، يعود كلّ إطلالة فجر.

حتى الساقيةُ حين  تسافر الى البحر،

تخبره أنها لم تر كلَّ شيء في اليابسة،

فيضحك البحر ويطلقها من جديد.

هكذا، فالبحر عاشق، والساقيةُ، ما إن تغيب حتى تعود.

والنهارُ الذي أراها فيه، حين يعود الى مملكة الزمن،

يخبر أنه لم يشاهد كلّ شيء في عينيها،

فيضحك الزمنُ ويسمح للفجر بالعودة .

هكذا الزمن عاشق، والساقية عاشقة،

والنهار الذي أراها  فيه، عاشق يعود كلّ فجر،

كما يعود النهار في كلّ صباح.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *