فصلٌ من الحُلُمِ العربيّ، ليتهُ يكونُ غدًا…

Views: 163

د. رفيق أبو غوش

أنا القدرُ العتيُّ أنا الكَميُّ

أنا العرشُ المحلّقُ في الأعالي

 

أنا الشّماخُ ما أحنيتُ هامًا

أنا الخلاّق صَنّاعُ الجمالِ

 

أنا العربيُّ تخشاني المنايا

وتلقاني على حدِّ النّصالِ

 

فلم أحفلْ بموتٍ أو بحربٍ

فكلُّهُمُ أبي والموتُ خالي

 

همزتُ الأرضَ أن تمشي بظلّي

عصرتُ البدرَ كي أجني اللآلي

 

وزرتُ البينَ أُوسعهُ قتالًا

فلم يفزعْ لحربٍ أو نِزالِ

 

وجدّي قارعَ الطّغيانَ دهرًا

وأخضعهُ، وبالسُّمرِ الصِّقال

 

وأمي حاربتْ عشرين ألفًا

وأردتهم أرانبَ في القتالِ

 

شققتُ البحرَ طولًا واتّساعًا

فغاضَ البحرُ خوفًا من فِعالي

 

وزلزلتُ الجبالَ بضربِ كفّي

فأطبقَتِ الجبالُ على الجبالِ

 

وقُدْتُ الريحَ صاغرةً لأمري

أعدتُ الأرضَ للعُصُرِ الخوالي

 

لبستُ النارَ في كفّي سوارًا

وألهبتُ الفضاءَ وكلَّ عالي

 

كذا الشّعراءُ من كفٍّ لكفٍّ

وقد جندلتُهُم فحلًا وسالي

 

وأعدائي وقد نكّلتُ فيهم

فخرّوا قشرةً تحت النِعالِ

 

فمَن يُرخص لعزّتهِ دماهُ

يُكافأْ بالفخار وبالمعالي

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *