قراءة في “العائد إلى سيرته” لـ  باسل عبدالعال

Views: 95

 هناء غمراوي

لكل منا سيرته الخاصة، ولكن قلة من يبوحون بتفاصيلها ويفشون أسرارها. وسيرة باسل عبدالعال هي سيرة مختلفة، سيرة عابقة بالرموز والاشارات، لأنها سيرة شعب وليست سيرة فرد….  فالأبطال يتحركون داخلها بلا أسماء. .  يسميهم الرواي بصفاتٍ يطلقها عليهم بحيث تخدم  هذه الصفات مشروعه السردي، وما يرمز اليه من خلاله.

وهو  يخص بعضهم فقط ببعض الألقاب والتسميات ؛ ك “كاتم الصورة ت” و العجوز “عمود الخيمة ” وعالم الآثار/ الطبيب … ولكنه ينسبهم جميعا لأبٍ واحد؛ فهم أبناء الريح… والريح عند باسل عبدالعال ترمز الى الصمود والى القوة المقاومة. وكذلك العاصفة، التي سيواجه بها مرض “النسيان الخبيث “الذي يخشى ان يصاب به شعبه جيلاً بعد جيل، وهذه العاصفة رغم شدتها ربما تكون شبيهة بعاصفة محمود درويش، تلك التي “وعدته بنبيذ وبأنخابٍ جديدة، وبأقواس قزح…”

فالغاية  منها بالنسبة لهما واحدة؛ الا أن باسل يعوّل عليها أيضاً وعلى أبنائها، أبناء  الريح في حمل الرسالة من جيل الى جيل لتبقى لكل منهم سيرته، التي يحتفظ بها ويعلقها على خيمة الانتظار .

نص باسل عبدالعال دعوة صريحة  للتمسك بالقضية وحفظها من عوامل النسيان.

لذلك فإن “كاتم الصوت” في الرواية يتابع البحث دائماً عن وسائل جديدة، يحافظ  من خلالها  على هذه السِيَر،  وربما وجد في  الصراخ واحداً من هذه الحلول. الصراخ،  بجميع أنواعه.  فهم ما داموا يستطيعون الصراخ “هم أصحاب الحق بالنطق حتى تنطق سيرتهم… “

العائد الى سيرته ليس نصاً سردياً عادياً؛ فالرموز الكثيرة المستخدمة فيه بالاضافة الى التكثيف الذي لجأ اليه الكاتب في وصف المشاهد جعل من القراءة، رحلة جبلية، رحلة صعبة، لكنها  ممتعة، بخاصة مع وجود بعض الشذرات الشعرية التي لونت  النص، وأعطته بعداً وجدانياً.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *