في ذكرى مرور سنة على غياب الفنان محمد علي الخطيب

Views: 93

ناظم الحاج شحادة

سنة مرت على غياب أبي باسل، الفنان محمد علي الخطيب، وهو ما زال حاضراً في العقل والوجدان وفي الشكل والألوان وكأني به يدعوني إلى متابعة أعماله الفنية والأدبية ومشاركته مسرحياته الاستشرافية والاشراقية التي  تعالج مشاكل الأمة بالرمز حيناً وبالواقع الحي أحياناً وتطرح على المشاهد نبوءات وحلولاً مستقبلية.

أقول هذا من خلال تجربة يتيمة عندما اختارني لأداء دور القائد الأعلى في مسرحية  (الطعام ) التي عرضت في مدينة صيدا عام ١٩٧٤، و كانت مشاركتي فيها عن طريق الصدفة، و أنا لم يكن لي علاقة بالتمثيل، و لكن الأستاذ الذي كتب النص المسرحي وقام بالاخراج لم يصعب عليه تدريبي على أداء الدور ونجاحي فيه و بث روح التمثيل لديَّ.  ليس هذا فحسب فقد تمكن من تقريبي إلى الفن التشكيلي من خلال جلسات الحوار التي كانت تجمعنا في منزله و أمام لوحاته المشبعة بفكره و بعواطفه الوطنية و القومية و بخياله المتكاثف الذي يترجم الواقع و يجسده واقعاً حياً يلامس مشاعر الإنسان و يرضي ذوقه الفني.

الفنان محمد علي الخطيب في صالونه الفني وخلفه بورتريه ابنته رنيم الخطيب في طفولتها.

 

وكذلك حبب إليَّ الشعر بما ألقاه على مسامعي من قصائده الملتزمة فخُضت غماره و كتبته قصائد بشكليه العامودي و التفعيلة مستفيداً منه في البعد عما يسمى الشعر المنثور، و لم أزل أذكر تشديده على الوزن في الشعر الخليلي و في شعر التفعيلة وينكر ما يدعيه البعض بوجود الشعر المنثور، و يقول ويؤكد أن هناك نثراً فيه من الصور و الإيحاءات والابداع ما يجعله قريباً من الشعر و لكنه يبقى نثراً فنياً لا أكثر و لا أقل.

كان الأستاذ محمد علي الخطيب بالنسبة لي معلماً على الرغم من أن الحظ  لم يحالفني في الدراسة الأكاديمية عنده لا في دار المعلمين و لا في الجامعة، و لكنني أخذتُ  منه حب الفن و الأدب في حياتنا المشتركة وزرع في أعماقي التزاماً بقضايا الأمة العربية و الايمان بنهضتها، هذا عدا عن المودة الصادقة التي ربطت بين أسرتينا ولا يمكن التخلي عنها وفاءً لذكراه الطيبة.

 

رحم الله الأستاذ أبا باسل و رحم باسلاً ولده البكر  وحفظ زوجته السيدة الفاضلة ذكاء الحر، و أعانها على تحمل مشقة غيابه وعوضها خيراً بالدكتور إياد وبابنتها و أحفادها .

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *