سجلوا عندكم

خلف بحور العمر

Views: 116

نيسان سليم رأفت

 

حين سألته 

عن أي شيء أكتب؟

قال:

“أكتبي عن السنوات”

ولم يقل الأيام

كم كان يحمل من الأمل بالغد العاقر 

لكنني هذه المرة أحببت أن أكتب عن الحمام والعصافير 

***

خلف بحور العمر 

ثمة أشياء وأشياء

أبحر في طرائد المفردات

أنتقي منها ما يشبه صنعتي،

كأنني أنظف واقعي من الخدوش التي علّمت على كتفيّ، كسواقي الماء امتلأت بالصور والرسائل والغرف التي غطت الحسرات اخمص نوافذها وهي تحاول رؤية البحر حين بدد النهار طاقة الشمس واستحوذ الليل على فجرها٠٠٠

***

كنت أحترف لصوصيتي النبيلة في سرقة الطوابع البريدية من رسائل الموتى،

الشيء الوحيد الذي جعلني أنسى في صغري خيانة من رحلوا دون أن يخبروني بموعد موتهم،

حتى أنني أصبحت زاهدة، وجدا، في كمية الكحل الذي كنت أخطه على جفوني

كنت أمتلك واحة من الكحل، لا أكتفي إلا بحجم مغرفة من شانها أن تروي عطشي لرؤياه 

ما عاد اليوم كذلك، لم يعد خط الكحل يعربد في نظراتي ولا يلوث فرح بكائي بحبه 

ربما مازال طفل الوقت 

يجهل شأن الحياة 

هكذا 

قد جف رضاب الصيف في اللقاء

والدم في شتاء العروق تجمد

تعودت الحرمان مثل صياد السمك حين تخذله الشباك بات ليله دون عشاء

***

لنكتب فالكتابة أنتصار 

وأنت أكبر انتصاراتي…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *