سجلوا عندكم

شهادةٌ للحقّ وقولة أمانة في محمّد أبو علي

Views: 1038

 أ.د. ناتالي الخوري غريب

من يعرف العميد د. محمّد أبو علي، لن يجد جديدًا في ما أقول، لأنّها شهادةٌ للحقّ، وقولة أمانة في أكاديميّ، له من أصالة المنبت فخرها، ومن ثمار الحكمة  رأسها.

-من عرفه أستاذا وتتلمذ  له، يدرك أنّ الأستذة تواضعُ عالم في نبل الغاية، وتمكّن باحث في أخلاقية المسعى، وحنان الأبوّة في دوام الرعاية والمتابعة…

-ومن عرفه زميلا، يعرف أنّه مع المتواضعين أشدّ تواضعًا منهم، على لطافة حضور، ومع أصحاب الاستعلاء الفكري المولّهين بتأويلات الغرور، أشدّ استعلاء، على حزم واستقامة ….

أمّا الحسم في مسألة الواجب المهني، فأمثولة في دقّة الالتزام، ودينامية العطاء.

-ومن عرفه مناقشًا، يدرك أنّ كلّ اختلاف في الرأي، ليس نقيصةً معرفيّة… عارِضْ آراءه كما تشاء، لكن عليك أن تبرّر بالبيّنات والحجج، العلمية طبعا،  مؤمنا أنّ “كلّ أفق جديد ليس بابًا لسوء الفهم”. فالمنهجية الصارمة دربة الناقد الحصيف، والاكاديمية حرفة الباحث الأصيل.

– ومن عرفه عميدًا، يعرف أنّه عقل يمتهن الحقيقة، ولا يرضى بتجزئتها، أخذ على عاتقه تبديد الالتباسات العالقة في الأذهان ما استطاع الى ذلك، وذكّر بالأولويّات في الوصال الإنساني، بما يؤسس عِمارة ودّ لا تُهمل ولا تهدم. لذلك تراه، قبل العمادة وخلالها وبعدها يتقن اللغة الواحدة، لغة الودّ المعتّق بالأمانة، لغة الترفّع عن صغائر القول. الرؤيا الثاقبة عمادة التمييز بين العملة الصافية وتلك المزّورة،  بين حموضة المجاملات، وفاعلية المقولات الداعمة. وقد غدت كرامة كلّ أستاذ من كرامته، في تحيّز واضح للحقّ، كائنا من كان صاحبه، والجميع على مسافة واحدة من الحقّ. لا كيدية، ولا استنسابية، ولا .. 

-ومن عرفه محاضرا، يدرك أنّ احترامه الحضور هو من احترام اسمه وسيرته، فلا نومة على مجد مضى.. ومن  يلحظ سرعة بديهته في إدارة الجلسات، يدرك أنّها ثمرة تمرّس طويل وتمكّن لغوي ومخزون ثري ودقيق، ومن يصغ الى النكتة الحاضرة والهادفة، يدرك انّ العفوية الخلّاقة، هي ابنة روح تنثر الفرح، دربًا يرتفع بالعلم، ولا ينتقص منه.

ومن عرفه باحثًا، يدرك أنّ الجمع بين التراث والحداثة مكنة الباحث في سيرورة الأصالة، وأنّ اللغة العربيّة في سؤل الحريصين لها سادن، وأنّ الرصانة والجدية في تناول الإيقاع في الشعر سفر في بحور لها من السعة والعمق، ما يعين تفادي الغرق في الخطأ، وأنّ التقاليد والعادات، حيّة في مأدبة الإنسان العربي، وليست صفحات صفرَ في كتاب مهمل قديم.

ومن عرفه أديبًا، يعرف أنّ نصوصه هي خليلة التكايا في تسامي الرؤى، من وجد وصفوة وتسامٍ..، وهي وجه العدالة في نداء الحقيقة وحبر الكرامة في عظمة البذل وقدسيّة الشهادة، على تعدّد انتماءات والوان، في سبيل رفعة الوطن…

ومن عرفه صديقا يدرك كيف يتجلّى الوفاء فعل عزّة عند البوح بالعرفان، وفعل عون عند طلب النصح والمشورة، وكيف يصير الصديق سندًا على دروب الطمأنينة ومنفسحاتها.

أمّا بعد، فالوقت قليل، والكلام كثير،

لكنّنا نقف أمامك كالواقف في حضرة البلاغة، بلاغة الوجدان في خطاب الإنسانيّة، وفصاحة القيمة في بيان الصادقين. لكم نبارك، وبكم نفخر، وبأمثالكم نحتذي…

***

(*)كلمة البروفسورة ناتالي الخوري غريب في تكريم  العميد السابق لكلية الآداب د. محمد توفيق أبو علي، الذي أقامته  الخميس 13 حزيران الجاري، لجنة الشؤون الثقافية في كليّة الآداب والعلوم الانسانية، وقدّمت له د. لارا خالد، في مبنى العمادة، بحضور حاشد من اساتذة الجامعة من الفروع كافة والموظفين مع الأهل والأصدقاء والإعلاميين. وكانت كلمات لكل من عميد كلية الآداب الحالي أ.د. احمد رباح وكل من الأساتذة: علي زيتون ومهى خير بك ود. طوني الحاج والبروفسورة ناتالي الخوري غريب، شددوا فيها على صفات المحتفى به العلمية والإنسانية والإدارية والأدبية…

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *