سجلوا عندكم

حربوق ابن حربوق

Views: 579

جوزف أبي ضاهر

لم يفلح في دراسته. كلّ مَن رآه قال:

لديه من الذكاء ما يفوق سنوات عمره الرطب.

«لا دخل للرطب بالرطوبة»، نطقت جارته وعندها من المعلومات العامّة أكثر بكثير ممّا عندها من مقوّمات أنوثة، استخدمتها ليومٍ، بل لليلة واحدةٍ وحيدة: ليلة عرسها، وانتهى الأمر.

كانت عينها على أهل بيت «الذي لم يفلح… وفلح».

تزورهم وتدلي بدلوها الواسع في كلّ أمرٍ وشأنٍ وحوارٍ، ولا تطبق شفةً على شفةٍ إلاّ لتمضغ ما جادت به ضيافة حسن الاستقبال، طوعًا، والله العظيم، طوعًا.

رجتها «أم الصبي» بحق الجيرة، فالجارة جارة ولو جارت، أن تتوسط لابنها عند مَن في يده الأمر، لينال المحروس (من كلّ صيبة عين) شهادة حسن سلوك، فتبروزها وتعلّقها في صدر البيت، أو على أي صدر أوسع… «خرزة زرقاء» تجلب له ما يتيسّر، مدعومًا بيدٍ لا تمسك شيئًا إلاّ ويصبح أشياء ويدرّ ذهبًا.

… ودرَّ ودَردَرَ، وزَعبَر، وغَامر، ونَهب (لم أجد كلمة ألطف) وسرق، وفعل كلّ ما لا يراه «القانون» ومجموعة آلات الطرب الرسمي.

رقّيَ إلى رتبةٍ.

«الهيبة الرسميّة» ضاعفت مَهماته، ساندته «مدامته» بكلّ ما تملك من «مقوّمات».

… ومعًا سيطرا وسَطّرا تاريخًا لا يُمحى لكثرة ألوان الحبر التي كُتب فيه: من الأسود… إلى الأسود.

أخفى «المحروس» شهادته، حتّى لا يمنحها «جميلاً» لبعض الفضل في نجاحه المستمرّ دائمًا… وأبدًا.

«المحروس» خلّف وريثًا، فقط، ليسمع التهاني أمنيات: «انشالله يطلع حربوق… إبن حربوق».

***

Email: [email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *