إحذروا الماعز

Views: 514

جوزف أبي ضاهر

مَن يسمع أهل السياسة، عندنا، وهم يوجّهون انتقاداتهم للفاسدين والمرتشين والمستغلّين نفوذهم في الدوائر الرسميّة، على اختلافها… وللنافذين(!)  الذين يحمونهم، مطالبين بإلحاح، قلّ نظيره، منذ سنوات، بأن يُحاسَبوا، ولتفتح أبواب السجون فورًا لاستقبالهم…

مَن سمع ذلك، ظنّ، لبساطته، أن بعض هؤلاء الساسة، جاؤوا من القمر، أو من نجم جاوره، بعد أن شاهدوا (من فوق) ما يجري عندنا (من تحت)، منذ حوالى ثلثِ قرن… وتخطى السرقات ونهب أملاك الدولة وأموالها، المنقولة وغير المنقولة… وأموال الناس الكادحين لتأمين لقمة عيشهم بعرق جبينهم… فاشتعلت «النخوة العربيّة» في نفوس بعض هؤلاء السياسيين الأشاوس، وشمّروا عن كلامهم لإيهامنا بضرورة التشهير بالسارقين والناهبين الذين توزّعوا في كلّ مكان، وتربّعوا، وارتاحوا، وغطّوا في هناءة عميقة… هؤلاء الساسة، ألا يخجلون؟ أإلى هذا الحدّ «يستحمرون» الشعب، ويوهمونه بأنهم عجزوا عن رؤية، ومعرفة الذين يفعلون ويفتعلون تحت غطاء، شبه رسمي، وسيظلّون حيث هم فالحون و«يفلحون» في رزقنا، ويحصدون تعبنا وشقانا، ويأكلون خبزنا، ويشربون ماءنا، مؤكدين قولة فلاح عتيق في جبالنا رفض تربية الماعز في حظائره «لأنها تأكل الأخضر واليابس، مثل الذين يتسلّطون على هذه البلاد وأهلها».

­ هل ما زلتم تركضون وراء الماعز؟

Email:[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *