انبهار

Views: 439

جوزف أبي ضاهر

بساتين القحط لم تُعاقب يدًا خرجت عن طاعتها للعمل. 

لاذت بالجفاف ناموسًا لها، حتّى انطفاء المواسم. 

أظهرت العيون انبهارًا بوساعتها.

 

نملة

رأيتُ نملةً تدورُ على ذاتها. فَعلتُ مثلها، فأصابني الدوار. وقعت.

هربت النملة. خافت أتهمها بالسباق معي في البحث عن الحقيقة.

 

الحقيقة المنقذة

الحقيقة لا تُلغي الكذب. تحتفظ بقليل منه، لا يُرى.

… وإذا جاء الشكُّ طالبًا حجةً؟ دسّت فيه بعض الكذب. أنقذته من الموت.

 

صار نهرًا

أجلست امرأة صغيرها على عتبة البيت، وشَغَلته بالطلب إليه: 

عدّ نِقاطِ المطرِ المتساقط من السماء. 

بعد برهةٍ، رَجِعت إليه. رأته صار نهرًا.

 

ألا يكفيها

سمّيتها امرأة.

ألا يكفيها أن تكون فردوسي الذي لن أطرد منه، إلاّ معها؟

… وليَجبُل التراب ذاته ألف مرّة، بعد ألف مرّة، لكثرةٍ سيجرّها النمل.

 

أكملت البحث

بَحثتُ عن السماء من الأرض. كنتُ أملكُ حواسي كاملة.

حين تعبتُ، جلست أجبل ترابًا، لأصنعه جسدًا:

­ سأورثه مَهمة إكمال البحث عن السماء.

 

شوق… ومعرفة

هل تساوى المؤمن بغير المؤمن؟

كَفُّ الوجودِ وسَّعت مكانًا لظلِّ كلِّ واحدٍ منهما، وتركت الشوق إلى المعرفة يشتعل أمام تناقضات… لا تجتمع في يقين.

 

شكرًا

سأل الجدّ حفيده الصغير قبلة.

رفض الصغير بهزّة من كتفيه، ولم ينعم عليه بردٍ شفوي.

حدّق الجدُّ في حفيده، رأى شريط فردة من حذائه فكّ. ركع أمامه وأعادها متماسكة.

عوض شكره سمح له الحفيد بتقبيل قدمه.

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *