كلمات في الأخلاق والحضارة
إيلي معوشي
المحبّة أخلاق… فَحَذار أن
ينفخك ثالوث العِلم والمال
والسلطة فتنتفي المحبّة.
* * *
اللّطف أخلاق… فَحَذار أن
ينفخك ثالوث العِلم والمال
والسلطة فينتفي اللّطف.
* * *
الرحمة أخلاق… فحذار أن
ينفخك ثالوث العِلم والمال
والسلطة فتنتفي الرحمة.
* * *
الغفران أخلاق… فحذار أن ينفخك ثالوث العلم
والمال والسلطة فينتفي الغفران…
* * *
الصلاة أخلاق… فأين أخلاق
قايين وهيرودس وبيلاطس
ونيرون وأحمد الجزّار وهتلر…
من أخلاق هابيل وابراهيم الخليل ويوحنا السابق
ومريم أخت لعازر وأنطونيوس
ومارون وشربل ورفقا والحرديني، والبابا يوحنا
الثالث والعشرين، والبابا بولس السادس،
والبطريرك أثيناغوراس، والبابا القديس يوحنا بولس الثاني؟…
هؤلاء ونظراؤهم المصلّون الرحماء المتواضعون
الودعاء الصادقون والصديقون
هم أبناء حضارة… وحضارتهم هي الحضارة الباقية…
* * *
يبقى أن الحضارة إنّما هي سلوك يوميّ وليدُ
أخلاقٍ ينطلق الإنسان، منها، في جميع حركاته وسكنانه…
فأنا أراك متحضّرًا أو غير متحضّر:
في حديثك مع الآخرين وفي إصغائك إلى الآخرين…
أراك متحضّرًا أو غير متحضّر:
في مقرّ عملك، في مخالطتك أبناء قومك،
في جلوسك الى المائدة،
في تدخينك أو عدم تدخينك سيكارة أثناء الطعام
أم في بيت صديق، أو في السيارة،
أو في غرفة الصف إن كنت معلّمًا…
واراك متحضّرًا أو غير متحضّر في كلّ حركةٍ
تقوم بها في أيّ لحظةٍ من يومك…
* * *
ويا أخي،
إن شئت أن تبلغ الحضارة بل قمّة الحضارة
من دون عناء ولا مشقّة:
فاذهب إلى الأرض وتعلّم وفاءها،
وإلى البنفسجة وتعلّم تخفّيها وتواضعها،
وإلى الجبل وتعلّم أَنَفَتَه،
وإلى السهل وتعلّم حِلمه،
وإلى الينبوع وتعلّم صفاءه،
وإلى الثلج وتعلّم طهارته،
وإلى الجدول وأصغِ إلى هَمسه،
وإلى الكناري واستمع إليه “يُغنّي الصباح بناصح إنشادِه…”