مقدمات نشرات الأخبار المسائية الأحد 27-10-2019
NBN
الحراك الاحتجاجي تواصلت فصوله لليوم الحادي عشر لكن منسوب زخمه انخفض بعض الشيء وانعكس الأمر تجمعات متواضعة في هذه الساحة أو تلك يأمل منظموها اتساع رقعتها في الساعات المقبلة.
أما ظاهرة قطع الطرقات فلم تكن واسعة اليوم وخصوصاً ان القوى الأمنية تسارع إلى إعادة فتح الطرقات ولكنها تحاذر استخدام القوة والإصطدام مع المحتجين.
وقد برزت في هذا الشأن رسالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى المتظاهرين: سهِّلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم ولا تظهروا كانكم أسياد الطرق العامة التي هي مُلك للجميع فتجاوبوا مع الجيش والقوى الأمنية.
البطريرك طالب في المقابل السلطة بعدم تجاهل صرخة الشعب وعدم إهمال الانتفاضة الوطنية لئلا تخرج عن مسارها.
في الميدان السياسي لم تـُرصد خطوط مباشرة بين السلطة والحراك الاحتجاجي الذي يبدو أنه لم ينجح حتى الآن في تشكيل مجموعات قيادية تنطق باسمه.
على أن المستوى الرسمي يشهد نقاشاً مستمراً حول مصير الحكومة بعيداً من الأضواء رغم وجود ممانعة واسعة لأي تعديل او تغيير حكومي من شأنه إلقاء البلاد في هوة الفراغ وهو الأمر الذي أكدته اليوم مصادر رئيس الحكومة موضحة أنه لا يوجد حتى اللحظة أي قرار يتعلق بتعديل وزاري أو استقالة للحكومة.
وفي إجراء قضائي – مالي متقدم أمر النائب العام التمييزي بمنع عمليات إخراج الدولارات النقدية عبر المطار والمعابر الحدودية والتي تتم بتصريح عادي معتمد لدى الجمارك في ما يبدو انه قرار نابع من الخشية من حصول خروج منظم للأموال من لبنان كشف المركزي عن محاولة ثلاثة صيارفة تهريب كمية من الدولارات إلى تركيا.
أما جمعية المصارف فقد أعلنت بقاء البنوك مقفلة غداً في ظل استمرار التحركات الشعبية وبانتظار استقرار الأوضاع العامة في البلاد.
ومن داخل لبنان إلى خارجه حيث خطف
الأضواء مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي في عملية أميركية استهدفت مكان تواجده في إدلب السورية.
المنار
من يُمَثِّلُ المتظاهرينَ: من يريدُ ان يوصلَ الوطنَ بسلسلةٍ بشرية، أو من يُقطِّعُ اوصالَه بحواجزَ ميليشياوية؟
ومن يرسمُ الاهدافَ والشعارات: امعاؤهم الخاويةُ واحلامُهم الخاليةُ من ايِّ احقاد، ام رسالاتُ السفاراتِ التي تَجلت بتعليماتِ مديرِ الجامعةِ الاميركية ،الذي لا يَعرفُ من مطالبِ المحرومينَ شيئاً، ولا عن الديمقراطية الا اِسماً، وباتَ يحاضرُ واساتذتُه امامَ التظاهرات؟
كلُّهم موجودون، وعلى الموجوعينَ الصادقينَ أن يَلتفتوا، وهي تُخطفُ احلامُهم وتضحياتُهم.
أما حزب الله فمنذُ بدايةِ التحركِ الشعبي العَفْوي دعمَ المطالبَ لأنه من هؤلاءِ الناس، والأعرفُ بأوجاعِهم وآلامهِم، قال رئيسُ مجلسِه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين.
نحنُ لسنا في خصومةٍ معَ المتظاهرينَ، فالمقاومةُ انطلقت من هذه البيوتِ الفقيرةِ والمتواضعة ، أضافَ السيد صفي الدين، وحينما حذرنا من استغلالِ البعضِ لهذا الحراك، إنما أردنا حِفظَه وصيانتَه، ودعَوْنا إلى أنْ يكون بمنأىً عن الأحزابِ والسياسيينَ لئلا يُستغلَّ من بعضِ الجهاتِ التي لا يَليقُ بها أن تتكلمَ باسمِ أوجاعِ الناس. فما هو أسوأُ من الجوع أن يعمَدَ من جوَّعَ الناسَ إلى استغلالِ جوعِهم لمآربَ سياسية..
أما للمسؤولين، فتحذير من رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله من التلكُّؤ بتنفيذِ الورقةِ الاصلاحيةِ، وتوعَّدَهُم بموقفٍ واضحٍ وحاسم.
الواقعُ الذي فصَّلَه السيد صفي الدين اضافَ اليه البطريركُ مار بشارة بطرس الراعي نصيحةً للمتظاهرين:
حافظوا على خُلُقِيَّةِ انتفاضتِكم، ولا تَسقطوا في تجربةِ النزاعاتِ الحزبيةِ والمذهبية. سَهِّلوا للمواطنينَ حقَّهم في التنقلِ والمرورِ من أجلِ تلبيةِ حاجاتِهم، ولا تَظهروا كأنكم أسيادُ الطرقِ العامةِ التي هي مُلكٌ للجميع، اما نصيحةُ البطريركِ للسياسيينَ والمتظاهرينَ/فأنْ لا يدخلَ إلينا “شتاءُ” ذاكَ “الربيعِ العربيِّ” الهدّام،إِذا َتصرَّفْنا جميعُنا بوعيٍ وحكمةٍ كما قال…
اما العبرةُ، فكانت اليومَ من الشمالِ السوري، معَ اعلانِ الرئيسِ الاميركي تصفيةَ زعيمِ تنظيمِ داعش ابو بكر البغدادي،زعيمُ التنظيمِ الذي اعلنَ ترامب نفسُه انَ الادارةَ الاميريكيةَ السابقةَ هي من صنعتهُ وموَّلّته وسلَّحتهُ..
وبعدَ طولِ استثمارٍ خبأتهُ ادارةُ ترامب، وعادت اليومَ لتقدِّمَه كَبْشَ فداءٍ عن الرئيس، كانجازٍ له امامَ الاجراءاتُ الجادةُ لعزلِه،بل ليَستثمرَ دمَه على ابوابِ الحملاتِ الانتخابية.
LBCI
حتى تصفية أبو بكر البغدادي لم تستطِع في لبنان أن تتقدَّم على حدث ” 17 تشرين” المتواصل… هذا الحدث مستمرٌ منذ أحد عشر يومًا “وما في شي عم يوقفو”… ما يوقفه تغييرٌ نوعي على مستوى السلطة التنفيذية… إعادة النظر هذه دعا إليه رئيس الجمهورية منذ أربعة أيام وتلقفها ترحيبًا رئيس الحكومة، ومع ذلك “غادرت سوق التداول السياسي ولم تعُد”.
الصمتُ السياسي الذي يُشبه الفراغ لم يملأه سوى الشارع، هذا الشارع الذي شبك اياديه في سلسلة امتدت من طرابلس إلى صور… الصمت السياسي عوَّضت عنه صرخات الحناجِر المطالِبة بأن تُقدِم السلطة على المبادرة… الصمت السياسي عوّضت عنه حنجرة مارسيل خليفة في النبطية وفي صور بعد أيام على حضور مارسيل خليفة في طرابلس.
أما الحراك السياسي فاقتصر اليوم أيضًا على اللاءات، وبعضها يزاوج بين اللاءات والشروط: في بيت الوسط، لا استقالة ولا تعديل وزاريًا إذا لم يسبق ذلك فتح الطرقات، وفي بعبدا، بحسب مصادر محايدة ومطَّلعة، فالاجواء هي: إذا ما تمَّ بلوغ مرحلة الإستقالة ، فالشرط ان تكون فترة تصريف الأعمال قصيرة ، وأن يكون تشكيل الحكومة الجديدة محكومًا بمعايير موحدة لا لبس فيها، فإذا كانت تكنوقراط فيجب ان يكون جميع أعضائها من التكنوقراط، بمن فيهم رئيسها، وإذا كانت وفق معيار الا يكون أحدٌ من اعضائها من النواب، فهذا ما يجب ان ينطبق على رئيسها أيضًا.
في المحصِّلة، ما سبق ليس شروطًا فقط بل هو تعجيز للخروج من المأزق، وهو إنْ دلَّ على شيئ، فعلى أن السلطة لم يعد لديها ما تُقدّمه، وهكذا بين عدم قدرة السلطة على التقدُّم وعدم قدرة الشارع على التراجع، يتبلور المأزق أكثر فأكثر فيما الكرة بالتأكيد في ملعب السلطة التي عليها إيجاد المخرج من الأزمة التي أوقعت نفسها فيها وأقعت البلد معها.
واليوم موقف دوليٌ بارز عبّر عنه البابا فرنسيس بقوله: “أفكاري مع الشعب اللبناني العزيز، خصوصاً الشباب الذين أسمعوا في الأيام الأخيرة صرختهم في وجه التحديات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. والهدف هو أن “يستمرّ هذا البلد، مع دعم الأسرة الدولية، في أن يكون مساحة تعايش سلمي واحترام لكرامة وحرية كل شخص لصالح منطقة الشرق الأوسط كلها”.
أحدٌ ثان مرَّ على الثورة، غدًا بداية أسبوع لكنها ليست بداية أسبوع عمل بل مواصلة الإنتفاضة في ظل استمرار الناس على الأرض، فهل تجترح السلطة غدًا ما عجزت عن اجتراحه في الأيام الأحد عشر الفائتة؟
الجواب عندها وليس عند الشارع الذي يُضرب غدًا، وتم إطلاق هاشتاغ #الإثنين_إضراب.
وأُرفِق الهاشتاغ بشعارات: ضغط الشارع يُربكهم، وحدة الناس تُربكهم، صرخة الناس تربكهم، تضامن الناس يربكهم.
OTV
بمعزل عن المطالب المحقة وصرخات الالم الصادقة من اناس لدغوا اكثر من مرتين من جحر افاعي الفساد واسياط الجلاد فأن ما حصل ويحصل وقد يحصل يسقط مقولات ويطيح بمعادلات : اولى المقولات هي الحرص على استقرار لبنان التي لا يفتأ المجتمع الدولي يرددها نهارا جهارا . هذا المجتمع الذي يتبنى قادته الحقيقيين واسياده الفعليين في الكيانات العميقة والمؤسسات الموازية تعاليم مذهب النيوليبرالية التي تقوم على تشجيع الفساد والهدر واستنزاف ثروات المجتمعات والتفلت الاخلاقي والامني والمجتمعي والتدمير البيئي في النصف الجنوبي من الكرة الارضية حيث انظمة الحزب الواحد والحاكم الواحد والرأي الواحد تحت شعار : الثورة لكم – اي للناس – والثروة لنا – اي لسماسرة النيوليبرالية . هذا المذهب الذي لا لم يعد يهمه اسواق المال ولا النفط ولا القروض ولا الديون بل تدمير المجتمعات – وخصوصا تلك التي تستبطن ارضها ومياهها الثروات الطبيعية والتوقعات الاقتصادية والعوائد المستقبلية . يدمرون هذه البلدان ومن ثم يأتون لاعادة اعمارها واستنزاف اموالها . هذا ما حصل في دول التشنيع العربي – الربيع العربي سابقا – ألم يتسائل احد لماذا اندلع الربيع العربي فجاة في السودان بعد زيارة عمر حسن البشير الى دمشق , طار البشير وحط التغيير .
الم يسال احد لماذا انفجر الشارع المصري منذ فترة عندما تحدث الوزير سامح شكري عن ضرورة عودة سوريا الى الجامعة العربية ؟ الم يستغرب احد كيف انفجر الوضع في العراق عندما اعيد فتح معبر البوكمال بين سوريا والعراق وعادت التواصل التجاري والاقتصادي بين البلدين الشقيقين بعد طول انقطاع واصطراع , الا نسأل اليوم لماذا تحرك اليوم في لبنان – لاستغلال هذا الحراك النبيل ومنبعه الاصيل اي الناس الطيبين – بعد كلام رئيس الجمهورية في الجمعية العامة للامم المتحدة منذ شهر في نيويورك عن امكانية فتح خطوط تواصل مع دمشق لحل ازمة اللاجئين المستفحلة على ارض لبنان في وقت تتهافت اوروبا لارضاء اردوغان واسترضائه بالمال والتغطية لعمليته العسكرية في شمال سوريا مقابل ابقاء اللاجئين في تركيا . وايضا وايضا يطرح السؤال : لماذا وبعد 8 سنوات على انفجار الشارع في تونس ومصر وليبيا بقيت الجزائر البلد النفطي والغازي الكبير بمنأى عن الربيع العربي الى ان بدأ الحراك السلبي فيها بعد توسع الدور الروسي والحضور الروسي الاقتصادي في بلد ثورة المليون شهيد ؟ هذه التساؤلات ليست تهربا من المسؤوليات او هروبا الى الامام من القضية الاكبر والهم الاكبر لا بل الشيطان الاكبر في لبنان الا وهو الفساد ز وهنا يأتي دور المقولة الثانية او العامل الثاني : الفساد هو علة العلل وهو الخطب الجلل . الفاسد في هذا البلد اما سارق من الداخل او مرتشي من الخارج والاثنان متساويان في العار والخزي . تجمع الفاسدون كما يتجمع الذئاب حول وليمة الدم . حتى الساعة هم خاسرون لكن اذا بدأت مكافحة الفساد جديا فهم مهزومون . لكن اذا سقط العهد والحكومة والحكم فهم منتصرون . وسيطرحون انفسهم منقذين ومخلصين ممتطين جياد العتمة ومتخطين موجة التهمة مستنهضين الشارع ضد الاوادم في هذا البلد – وهم كثرة – مرتكزين الى معادلة شريرة تقوم عليها بيوتات المال العتيقة في اوروبا والعالم الغربي منذ مئات السنين والتي تقول : لا يخضع الملحد الا الشيطان . الخلاصة ان الخارج قد يكون مستثمرا لما يحصل في الداخل لكنه لا يتحمل الفوضى ولا الانهيار الذي سيدفع باللاجئين الى عبور البحار الى ارض الميعاد في اوروبا لكن الاكيد ان اساطين الفساد في البلاد يحركون ما يحركون – ولا احد يتحدث هنا عن شرفاء الحراك فالمكتوب يقرا من عنوانه وسيماؤهم في وجوههم .
في العام 1982 ظن الاسرائيليون ان خروج الفلسطينيين هو اخر المطاف . طلعت عليهم المقاومة بشبابها واهلها وفوجئوا بمقاومة لم ترحمهم . (https://swatlyoga.com/) العام 2006 ظنوها نزهة وبيك نيك وسقط النظام العالمي الجديد في مارون الراس وبنت جبيل . استبدلوا الحروب الخارجية بفتنة الربيع العربي والحروب المذهبية والحرب السورية واخرعوا داعش والبارحة قتلوا الكذبة واطاحوا بأبو بكر البغدادي . الفوضى لا تصح في لبنان – قد تكون مؤقتة لكن على المدى البعيد سيرى محركوها ان من ارادوا ازاحتهم ترسخوا وان من ارادوا محاربتهم ربحوا وان من ارادوا تخويفهم صمدوا . دائما التاريخ يعيد نفسه في هذا الشرق التاعس البائس لان هناك من لا يتعلم وهذا التوصيف لا ينطبق بالطبع على اهل هذه الارض المباركة.