سجلوا عندكم

أمير البحر هشام فحص

Views: 1007

د. طلال حاطوم

يومها كان موج البحر يتمرد على القهر،

وكان كثيرون يبحثون عن رمال صحراء الاتفاقيات والاستسلام ليدفنوا فيها الرؤوس،

يومها كان الاقحوان يدور على نفسه لأن شمسه حجبتها غرابيب سود، يومها نسي الربيع موعده مع السنونو،

وهاجرت طيور الوطن إلى غربتها

د. طلال حاطوم

 

ويومها أيضاً،

حمل من آمنوا بربهم وباعوه الجماجم خالصة لمرضاته،

حملوا سلاحهم الوضيع واتجهوا حيث تدلهم بوصلة القلب والوطن،

عرفوا أن على عاتقهم مواجهة الطغيان والظلم والاحتلال،

فلم يتخلفوا

لم يأبهوا لحجم كرة النار،

بل اندفعوا يقاتلون في سبيل الله والوطن كما علمهم إمامهم القائد السيد موسى الصدر.

انطلقت قافلة الشهداء يلتحق بها من أذن له ربه أن يكون مع شهداء كربلاء،

وينتظر كثيرون وما بدلوا تبديلاً.

هشام فحص واحد من تلك الثلة المؤمنة التي أعطت للوطن عزه وفخره دون منة أو سؤال،

عاهد موج البحر أن لا بهدأ طالما للحرمان شواطىء،

سبح في وجه الريح والعاصفة وعكس التيار

فأوصل الوطن إلى بر الأمان.

مقاوم من مدرسة حركة أمل التي لم تبخل يوماً على الوطن،

بل كانت وستبقى على أمر اليوم الذي أعطاه رئيسها الأخ نبيه بري إلى مجاهديها،

كونوا على اهبة الاستعداد لحماية حدود الوطن وحدود المجتمع.

فلم يتأخروا ولم يتوانوا.

هشام فحص لا يتسع كتاب لصفحات شهادته،

هشام فحص أضاء عتمة ليلنا بنور جسده الطاهر المتشظي انجماً متلألئة في سماء الوطن،

أعاد للبحر حريته وللصيادين زرقهم،

وعد هشام أن يفجر العدو الإسرائيلي

وكان صادقاً من صدقه،

فهو تتلمذ في خط الخط في كشافة الرسالة التي أرادها الإمام القائد أن تكون نوعاً من أنواع صيانة المجتمع،

يراع يخط بحبر الحقيقة صفحات مضيئة تؤرخ لمستقبل الوطن

قصة شهادة السيد هشام فحص تروى حتى لا تضيع التفاصيل في غياهب النسيان

وحتى لا تسرق أحلام الشهداء وانجازاتهم.

هو تاريخ لمرحلة حملت الآلام والتحديات، وأنجبت رجالاً أكبر من اللحظة التي قبضوا على زمامها وطوعوها لإعادة صياغة صورة الوطن على اتساع مساحة طموح أبنائه.

سيرة هشام ليست للنشر بل هي للعبرة والدلالة.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *