خيال الشعراء
د. قاسم قاسم
وجدت وأنا أفلفش في قصائد الأصدقاء أن ما أبدعته الموهبة، وما حمله الخيال،جاء ليحاكي وضعنا اليوم في الحجر المنزلي، فأحببت أن اشارككم ما قرأت.
(شرفة) من ديوان – وردة الندم – ، للشاعر شوقي بزيع، الصادر عن دار الآداب، بيروت 1990، يقول فيها:
رجل يتأمل في الشرفة
في الدور التاسع من طبقات بنايته
العشرين
يتعرف في الغيم الجوال
على شعر حبيبته،
وفي صوت البقال
على اغنية تعشقها،
يسأل كل امراة تعبر:
-هل انت وفاء؟
-من تقصد بالضبط؟
-شكرا ،
لا شيء،
ظننتك..
شعرك يشبه شعر وفاء
كتفاك المنحنيان الى الاسفل،
ضحكتك المفضوحة،
يسمع بابا يقرع بالصدفة
يذهب كي يفتحه،
– انت اذن!
ما اعذب عينيك
المشرعتين
على تعب العمر
وساعدك المغرورق بالسأم المر!
يجلسها في بهو الغرفة
ويعود الى الشرفة.
(الطواف حول المنزل) من كتاب – الطواف سيرة ذاتية- للشاعرمحمد علي شمس الدين الصادر عن دار الحداثة بيروت 1987 يذكر فيها:
تستوقفني أحيانا
وأنا أجلس في بيتي
أصوات لا أعرفها
تأتي من زاوية
لم تكشف للضوء حواشيها
أسال نفسي:
هل لحجارة هذا البيت فم
يختزن الاصوات ويحييها؟
هل لنوافذ هذا المنزل ذاكرة
تذكر أرواح محبيها؟
أهلا بالقراءة التي تقول للوقت إرحل، فيحمل الضجر ثقله ويخرج خائبًا.