صرخة رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري… هل نسمع صداها؟
سليمان بختي
صرخة رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري عبرت عن وجع، عن صوت فهل نسمع الصدى. وكلنا مسؤول، لبنان شعباً و حكومة ومؤسسات و مجتمع مدني وثقافي، وأيضاً على ما قال الشاعر عقل العويط “لبنان الشاعر”.
أن يبقى لبنان الذي نعرفه فتبقى الجامعة . أعني دور لبنان وانتمائه الحضاري و طاق ضمان الحريات فيه ومنها التعليم. كان الأستاذ سمير عطالله يردد في مقالته ان لبنان كلّه يقع بين درج الاميركان حتى آخر شارع بلس.
هذه الأزمة الوجودية الكيانية تطال جذور البلد وعلة كيانه و ليس فقط ركائزه ومعالمه كان محمد حسنين هيكل يقول إن لبنان هو نافذة العرب إلى العالم و لكن هل تبقى النافذة إذا تداعى الجدار وتخلعت المفاصل.
الخوف كل الخوف أن ينزع من لبنان صفاته ويصبح أرضاً مستلحقة وشعباً تائهاً . الخوف أن لا يستطيع لبنان ممارسة هويته ويخسر رأس ماله الرمزي أي الثقافة. لو أن في عروق الحكام دم وعصب لارتجفت عظامهم. ولكنهم لا يرون أبعد من مصالحهم و أموالهم وزعاماتهم . الجامعة إذا لم تجد بيئتها ومياهها في رأس بيروت وبيروت ولبنان والعالم العربي فلن تجد نفسها أبداً.
نادراً ما شهد التاريخ فضل الجامعة على مدينة وبلد و شعب كمثل الجامعة الاميركية في بيروت . لقد سعت الجامعة دائماً أن تكون أمينة للشعار الذي رفعته فوق أدراجها “لتكن لهم حياة و تكن حياة أفضل”. ولعل السؤال الصعب هو: هل ما زال لبنان قابلاً لأسباب الحياة والتقدم نحو الأفضل.
الجامعة تترنح، الناس تكفر. أنت ترتجف، كلنا نرتجف.
لبنان كله في مهب الريح .