سجلوا عندكم

غاندي: ممثّل أمّة الجائعين

Views: 425

د. جان توما

هنا، في نيودلهي، يرقد  موهانداس كرمشاند غاندي ( 1869 – 1948 )، المعروف باسم “المهاتما غاندي” و”المهاتما” تعني ‘الروح العظيمة”.

هذا هو غاندي الذي وشّح العالم بردائه الأبيض البسيط، المشغول بيديه الضعيفتين، وقد هزّتا العرش البريطاني، بقضّه وقضيضه.

لم تستطع الآلة العسكريّة البريطانيّة بجبروتها، أن تقف على قدميها أمام عري “غاندي”، وجسده الهزيل، وعصاه المتوجّعة، بل، في الحقيقة، لم تستطع أن تواجه أنين الناس المظلومين والجياع والعراة على امتداد الهند.

في هذا  العراء يرقد “غاندي” على مستوى تراب الأرض . لا حجارة مرتفعة، ولا قباب، ولا علو، فيما هو مرتفع كقبّة السماء وعلو الفضاء في قلوب واجفة سلكت مسلكه اللاعنفي، فقادها إلى حيث البساطة والعفوية والقناعة التي لم يقلها بل عاشها كلّ حياته.

فيما أنت متوجّه إلى مدفن “غاندي” تجبرك المساحات الواسعة المزروعة المرتّبة بتلك الهدوئية الهنديّة على التصالح مع الطبيعة، كما فعل غاندي. هذه المصالحة التي يعود الناس إليها اليوم مرغمين، في زمن الوباء، سترسم من جديد علاقة الإنسان بالأرض المعطاءة، بعدما كثر الفقراء واجتاح المساكين العالم.

سقطت الأمم التي كانت تعتبر نفسها عظمى، هدّها الوباء. زعزعها التفاوت العرقي والاجتماعي، تنبأ “غاندي” بالزعامات الآتية فقال:” عندما زرت بريطانيا سألني صحفي بريطاني بسخرية , لماذا ترتدي هذه الشماميط التي لا تستر جسدك ؟ فأجبت : لأنني أمثل أمّة من الجائعين والعراة”.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *