جماعة البوم
خليل الخوري
الوضع في لبنان معروف. ليس هناك ما يدعو إلى الراحة والإطمئنان. والأنكى ثمّة «مجموعة الشؤم»، الذين يسمّيهم اللبنانيون بـ»البوم» نسبةً إلى هذا الطائر الذي وصفت العرب صوتَه بالنعيق. وكأنّه ينقصنا المزيد في هذا الوطن المنكوب. صحيح أنّ ليس عندنا ما يدعو إلى راحة البال والطمأنينة. ولكن المُشار إليهم أعلاه لا يرون إلا السواد. إنهم الذين كانوا يُصرّون على التشاؤم حتى في أيام العزّ.
إذا قُلتَ لأحدهم إنّ صحّتك بخير، بادرك إلى القول: وماذا عن المخاطر الصحية؟ بدلاً من أن يشكر الله.
هؤلاء إذا سمعوا تصريحاً إيجابياً من شخصية عامة، سارعوا إلى أنّ هذا الكلام كذب و»الدنيا خربانة».
وإذا أخبرتَهم إنّ العشرات شفوا من وباء كورونا، قاطعوك قائلين: الذين شفوا سيُصابون مجدداً بهذه الجائحة.
يوم كُلِّف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، إنتفضوا وعلى الشفاه عبارة واحدة: بكرا بيعتذر. يا جماعة البوم يمكن أن يعتذر أو لا يعتذر. أليس لديكم عبارة: الله يوفّق؟
وإذ تقول لهم: بل سيؤلّفها. يجيبونك: بس ما بياخد الثقة.
وعندما تستأنف حديثك: سيؤلّفها وسينال الثقة إلخ… لا يدعونك تُكمل. فالجواب جاهز تحت الإبط عندهم: لن يؤلّفها، وإذا فعل فلن ينال الثقة، وإذا نالها فلن يتمكّن من إنجاز أي شيء، وإذا حقق شيئاً فسيكون على خطأ إلخ…
وتحار في أمر جماعة البوم. فإذا أنبأتهم بالمستجدّ عن فيروس كورونا لجهة اللقاح، أجابوا: هذه كذبة كبرى. فتقول: يا جماعة، التجارب تقدّمت وهي في غير دولة وجامعة كبرى ويُشرف عليها علماء مميّزون في المجال. وجوابهم: حطّ بالخرج هيدي الكذبة الأكبر.
وإذا استخدمتَ معهم التعبير المألوف في كلامنا: يا جماعة الخير، إغتاظوا منك حتى ولو نسَبت الخير إليهم وانتفضوا قائلين: وين في خير يا عمّي؟
«جماعة البوم»؟ عفواً لقد أسأنا إلى هذا الطائر الذي نتشاءم منه في بلداننا ويتفاءلون به خيراً في بلدان عديدة أهمّها بريطانيا.