الشيرازي وقصة قطرة الماء
سليمان بختي
لطالما استخدم الأدب الفارسي الحكاية لنقل العبر والدروس لو لأغراض دينية لإرشاد المرء للاستقرار وللآخرة.
هذه القصة هي للشاعر والمصلح والأديب والصوفي الكبير سعدي الشيرازي (1210-1292) وردت في كتابه “البستان” وقد ترجم الكتاب إلى لغات أوروبية وتأثر به كتّاب مثل فولتير وديدرو وأرنست زينان وهيردر ودي ريبيير وتوماس هايد وغوته. كما ترجمها جوزف أديسون (1672 – 1719 ) ونشرها في مجلة “ذا سبيكتاتور”.
له أيضا كتاب بعنوان “غزليات سعدي الشيرازي” ومنه: ” بكت عيني غداة البين دمعا / وأخرى بالبكا بخلت علينا/ فعاتبت التي بالدمع ضنّت/ بأن أغمضتها يوم إلتقينا” و”قال لي المحبوب لما زرته/ من ببابي قلت بالباب أنا/ قال لي أخطأت تعريف الهوى/ حينما فرقت فيه بيننا/ ومضى عام فلما جئته / أطرق الباب عليه موهنا/ قال من أنت / قلت أنظر فما إلا أنت بالباب هنا/ قال لي أحسنت تعريف العوى/ وعرفت الحب فادخل يا أنا/”.
عرف بمحبته للعرب وتأثر بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. والقصة هي على شكل أسطورة رمزية عن التواضع وعنوانها “قطرة ماء”.
قطرة ماء
“سقطت قطرة ماء في البحر ووجدت نفسها تائهة في هذا الكم العظيم من المادة السائلة، وبدأت تفكر يا إلهي! أنا لست بشيء أمام هذا المحيط الهائل من الماء. لا أهمية لوجودي في هذا الكون الواسع وأنا أصغر من أصغر أعمال الله.
وبجوار قطرة الماء هذه يوجد محار مستلقيًا فتح فمه وابتلعها أثناء مناجاتها المتواضعة. لبثت قطرة الماء مدة طويلة في داخل الصدفة حتى نضجت وتحولت إلى لؤلؤة وقعت في يدي غواص بعد خوضه سلسلة طويلة من المغامرات. والآن هي تلك اللؤلؤة الملكية الشهيرة المثبتة في أعلى التاج”.