نفحة إيمانية مشرقية تهبّ في جبال كسروان في سبت لعازر

Views: 66

أنطوان يزبك

ما كادت بضع كلمات تصل إلى أذني المسيح أن مات الذي تحبّه حتى هبّ باكيا ، واقام صديقه اليعازر  من القبر على الرغم من اعتراض واستهجان أهل الفقيد وأبناء قريته، وحجتهم  أنه قد انتن بفعل مرور أيام على وفاته.

أجل هذا ما فعله يسوع، وهكذا هي روحانية المسيحية من خلال شخصية المسيح في مواجهة الموت والفناء، وايضا هكذا هو الإيمان، من خلال الارتباط بكل ما يتخطى المنطق والواقع والمادة والمسافة والزمن.

بالمسيحية لا وجود لعائق المادة ، وما هو مستحيل في عرف الناس هو ممكن في عرف الرب وهو قادر على كل شيء، لأنه وحده القادر علي إحياء من مات! ومن أحيا اليعازر هل يعصى عليه إحياء وطن! (https://www.topskitchen.com) ..

في القرى اللبنانية الوادعة، المترامية فوق رؤوس الجبال تحت أقواس الغمام، وفي صباح يوم السبت الذي يسبق أسبوع الآلام قبل سبت النور واحد القيامة في عيد الفصح،  تحيي مجموعة من  الفتيان والفتيات ذكرى إقامة المسيح لالعيزار من القبر بما يعرف بسبت لعازر ، ينتقلون من ساحة الكنيسة إلى البيوت والأحياء ويعيدون تمثيل المشهد ببراءة وإيمان في أبهى صورة،  ويمنحون أهل القرية فرجة تنم عن أصالة قروية وتقوى عزّ نظيرهما.

هذه السنة أحيا أبناء فوج فرسان العذراء مريم في حراجل بلدة التقوى والتقاليد المسيحية المتجذرة بالأرض،  هذه الاحتفالية  وانتقلوا من منزل إلى آخر، يحملون جرعات إيمانية في جعبتهم ويحرسون تقليدا جميلا ينقذونه من الزوال، في مجتمع اتخمه الانزواء  وراء الهواتف الذكية والانعزال مع مواقع التواصل، بدل الاشتراك في احتفالات جماعية ورتب طقسية ، تعيد حقيقة المجتمع إلى ما كان عليه في الماضي وتظهر الإنسان كما يجب أن يكون من خلال فرح المشاركة !

 

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *